وقفة انتظار




واقفٌ عند الشاطئ..

أنظرُ إلى الأمامِ فقط...

أنتظرُ مركباً ينتشلني ..

أو قارباً يحملني..

ليوصلني إلى ساحلك البعيد...

فقد سأمت الانتظار..

فالرمال تحرق أصابع قدمي..

وأمواج البحر أمامي عاتية...

والشوق يدمي قلبي..

وطيفك حبيبي يعصف بعقلي..

فما أصعب البعد عن بلدٍ حل به الفؤاد.

وسكن به خلٌ ..أبعده الزمان..

أستنشق رائحتك مع نسيم البحر..

محيا وجهك الصبوح يلوح لي في الأفق...

سأبقى هنا..

أنقش اسمك على رمالك.

وأرسمُ لحظات لقاءٍ طال انتظاره..

فلابد من هدوءٍ للريح..

وسكونٍ للأمواج..

وقادمٌ يحملني إليك..

حتى ولو كان على نعشي..


حوار رومانسي جداً..



قال لها : ارتدي ملابسك وهيا بنا.
قالت: إلى أين يا حبيبي.
قال: إنها مفاجأة.
أخذها من يدها
وذهب بها للمكان الذي جمعهم من سنين.
إن هذا المكان يا حبيبي له ذكريات جميلة عندي. 
ولكن لماذا أتيت بي هذه الليلة من غير موعد.
وهل يجب أن يكون هناك موعد بين الأحباب حتى أعبر عن حبي لك. ماذا تريدين أن تأكلي...
لا أريد أن آكل شيئاً فأنا لا أريد أن أقطع هذا الجو الرومانسي وأنت بجانبي .
هات يدك يا حبيبتي . وبقبلة ساخنة أشعل بها حباً قد نام من سنين.
قطع صمت المكان قائلاً: حبيبتي إني أحبك حباً لو كان فوقك لأضلك. ولو كان تحتك لأقلك..
قالت: أين كنت عني؟
قال: حبك في قلبي لم يمت فأنتي عندي غاليةٌ محبوبةٌ وقلبي لم ينبض إلا بحبك.
قالت: ولماذا يوم الأحد الماضي لم تأتي لي بما طلبت منك.
يا حبيبتي الغالية: نحن الآن وحدنا .. لنعش أجمل اللحظات.. وأرقها.. فليس عندي سوى أنني أحبك..
وسأمنحك السعادة والأمان.
اقتربي مني وتعالي بين أحضاني.
وفي رومانسية المكان الذي يتراقص على نغمات الست فيروز فيزيده جمالاً وإبداعاً.
طبع على جبينها قبلة ثم أعقبها قائلاً:
إنني أحبك بكل جوارحي. وبكل مشاعري .
فخذي مني السعادة ما استطعت.
وخذي مني التفاني لأجلك سيدتي.
وستجدي عندي إخلاص الأخ المخلص.
ووفاء الصادق الأمين.
وحرارة العاشق المشتاق.
قالت: ولكنني أريد التسوق غداً.
طأطأ برأسه وبنفس عميق أكد لها أنها سيعيش لأجلها ولأجلها فقط.
وكلمات الحب تنساب من فمه كإنسياب العسل من جرته.
ردت وهي تنظر لجهازها النقال : يا إلهي ما أطول هذا الشهر فما زال اليوم هو اليوم الرابع من شهر شوال.
سألها وما نفع معرفة تاريخ اليوم وأنا أعيش معك أجمل اللحظات وأسعدها.
قالت: يا لك من غبي.
قال : وأنتي حبيبتي ومخلصتي من عذاب الدنيا. وسأجد فيك كل ما افتقدته من هذه الحياة.
أي نوع من الرجال أنت. لماذا لا تفهم ما أريد منك.
حبيبتي: سبحان من ساقك لي .. ففيك قد رأيت جمال الحياة وغرور القمر ورائحة السماء.
ما أجمل كلامك  يا زوجي . ولكن في رأيك ما هو الأحسن هل ستشتري لي تلك الساعة التي أخبرتك عنها بالأمس أم ذاك الفستان الرائع الذي في السوق المجاور.
حبيبتي ولكن الليلة.....
أفهمك زوجي. ولكن الأسبوع الماضي جاءت لنا زكية وقالت إنه تم افتتاح متجر جديد في الشارع الرئيسي وأمام المطعم المكسيكي الذي تناول فيه أخي وعائلته العشاء قبل يومين. وأنت لم تستطع أن تأخذني إليه.
حبيبتي ولكن الليلة....
أفهمك زوجي.. ولكن متى ستشتري لنا السيارة التي وعدتنا بها.. وإلى متى والناس ينظرون إلي وأنا  في هذه السيارة البالية... التي ما زلت أركبها منذ ثلاث سنوات .
حبيبتي ولكن الليلة..
أفهمك زوجي.. ولكن دعني أتأكد من مستقبلي المادي معك حتى أتأكد إلى أين ستأخذنا بعنجهيتك المعهودة وأفكارك الجهنمية.
حبيبتي ولكن الليلة..
أفهمك زوجي.. ولكن لماذا رفعت صوتك وأنت تناديني قبل سنتين...
زوجتي ... هيا إلى المنزل..

أصبحنا وأصبح الملك لله




لا تخافي..

فسأبقى أتنفس إلى آخر ثانية في حياتي..

فهجرك لن يقصر عمري..

كما أن قربك لم يزيدني وسامة.

وسأبقى أطير مع الريح..

وأغوص إلى أعماق الحياة..

وسأرى بياض أسناني في المرآة..

فكسري جاء من الداخل..

وهذا دليل على أن هناك حياة قد بدأت...

فأنا لست مجرد عدد في التعداد السكاني...

ولكن هناك من يحتاجني...

ففوق أكتافي...

توجد العبرة والخبرة..

مع مزيجٌ من التفاؤل والأمل..

فأيامي كانت يومان.

يومٌ لكِ..

ويومٌ لي..

فشمس يومك قد غابت..

وأشرقت شمس يومي.. بأشعة صافية ... ذهبية..

مع زخات مطر منعشة...

تتساقط على الرمل...

فتعطي رائحة زكية...

تنشط العقل وتمحو الذاكرة...

وقد وجدت معها الإجابة..

على

 أين أذهب..

ومن أين أبدأ..

وأين طريقي...

فبسم الله مجريها ومرساها...



تعريف غريب

القلب
 

لو سُئلت وقيل لي : ما  القلب؟

فلن أتوقع أن أجيب بأنه عضو داخل القفص الصدري يضخ الدم في أجزاء الجسم.

فهو أكبر من أن يعرَّف بهذا التعريف التقليدي.

ولكنه بيت كبير لكثير من المشاعر والأحاسيس.

التي تختلج الشخص من وقت لآخر.

وفي هذه اللحظة بالذات.

فيظهر لي أنه عضو مكون من طابقين.

في الطابق الأعلى يوجد مصنع للدموع.

متصل بأنابيب خاصة .

تتصل بالطابق الأرضي الذي يعمل كمستودع لما يصنع في الأعلى.

وكأنه بئر لا ينضب.

وعند اللحظة الحرجة.

يفرز ما بداخله إلى خارج الجسم.

لا تستغرب. فربما كان كلامي صحيحاً.

ويثبت لنا العلم في القرن القادم صحة ما أقول.

فهو عضو غريب معقد التركيب.

فحتى الأعصاب المتصلة به تعمل في اتجاه واحد.

فعندما تأتيها النبضات العصبية لإخراج الدمع.

فهي لا تستطيع عكس الإشارة وإخبار المخ بأنه يجب إيقاف هذا النزيف.

بل يظل ينزف وينزف...

حتى يصل إلى موقف صعب. 

وحسرة ستبقى جروحها إلى الأبد.

وحروق لا تتذكر سوى أجمل اللحظات وأسعد الذكريات

مع مهجة الروح.

وذلك بعد أن قال الزمن كلمته الأخيرة

وأصدر أحكاماً ظالمات

ويبقى في شعور اللاشعور.

مجرد آلام وأنين.

بطينان وأذينان

تنتعش بالماضي. وتتألم بالحاضر.

ولا تسمع فيه إلا صدى كلمة واحدة.

( أين أنت )

ولكن الله عندما يقول كن.

فلا فرصة لنا إلا بالرضاء والاستسلام.



556204062_small

نجمتنا المسماة ..نــوى..





هل تعرفين ما هو أكبر ما يجمعنا


تذكري معي.


عندما ركبتي وأنا 

ذاك الجواد الأبيض


وانطلقنا نحو الأعالي... و فوق السحاب


وكانت خصلات شعرك تدغدغ وجهي


وتهديني رائحة ملكية .. لا أجدها إلا فيك.


ويداي تلتف حول خصرك .. كأنها إسورة محكمة الصنع.


أذكر أنك كنتِ مغمضة العيون


خائفة.


مترقبة.


أخذتُ يداً واحدة .. وفتحت بها عيناك..


مع قبلةً فوق الأنف وتحت الجبين.


فطرب الجواد


وتحرك بسرعة أكبر.


ثم أعدت يدي كما كانت.


وما تحت الأذن يتراءى أمامي.


ويقول.......... وأنا.


كنا نرى كوكب الأرض خلفنا


يصغر


ويصغر


ويصغر

ثم اختفي


وتلاشت الجاذبية


واختفت القوانين


وبقينا


وذهب الجواد


كنتِ مسترخيةً. هادئةً .


واقتربت النجوم.


اخترنا واحدة وجلسنا عليها.


لقد كنت محظوظاً.



فكل ما حولي.. نجوماً تتلألأ.....حتى أنتِ..


أحسسنا بسمو النفس..


وسمعنا عذب الكلام.


ورأينا ما يبهج النظر.


ولمسنا أطهر خد.


وتجمعت النجوم.


لتشهد لقاءً بشرياً خارج حدود البشر.


لقد لمحتُ عيناكِ المتسعة. والمحاطةِ بالكحل الرباني. ذات الرموش التي كأنها نبتت من الجفون.


لمحتها.. وفهمتُ ما تقول.


فأغمضتها وقلت .. لا تخافِ.


ذهبتِ تجرين ... وذهبتُ وراءك.


اختبأتِ وراء تلةٍ نجمية صغيرة. ولكنني وجدتك.


طلبتِ كأس ماءٍ.. فأحضرته لك .. ولم أنسى القهوة.


ارتشفتيها ببطء..


فبقي منها ما بقي على شفتك العلوية..


فأخذت أرتشفها أنا...


أخذتُ رأسكِ على صدري.


لأسرحَ شعرك بأصابع يدي اليمني..


فكم كنت تحبينها...


ثم مرة اللحظات مسرعة.


وإذ بالجواد قد عاد..


أحببتي أن تشكري النجمةَ ...على استقبالها لنا...


فشكرتيها وسألتيها عن اسمها...


فقالت : أدعى (( نــوى))..


قلنا وداعا.. نوى


قالت: سيبقى على سطحي..

من رائحتكما..

ومن أثركما..

ومن خلاياكما..

ومن دمائكما...

ومن شعركما..

ومن بشرتكما..


بل لقد صرت من الداخل أجمع بينكما في كل شيء.


وأخذَنا الجواد ..عائداً.... مسرعاً


إلى كوكب الأرض.


وذهب كلاً منا في طريقه...


والآن .. كلما أنظرُ إلى السماء..


وأرى (( نــوى))


أعرف ما هو  أكبر شيء جمعنا.