بوح على غير عادته





اعذروني أحبتي

فمن عادتي أن أكتب وأراجع ثم أراجع ثم أستشير ثم أنشر لكم هنا

ولكن اليوم الوضع جداً مختلف

فأحببت أن تخرج الحروف مباشرة من أصابعي ومن خلال لوحة المفاتيح لمدونتي مباشرة

لا لشيء في نفسي

ولكن يبدو أنها حالة نفسية قد تأتي الواحد منا من فترة لأخرى


.
.
فأقول:

تعتصرنا الحياة بداخل رحائها القاسي الجميل

فتأتي علينا لحظات لا نملك فيها إلا الدموع

على أناس ما زالوا بداخل حياتنا

وعلى أناس قد رحلوا

وعلى أناس موجودون ولكن لا يملكون منا إلا الذكريات

وبين هذه وتلك


تدخل بداخل دوامة من الخلجات النفسية التي لا تعلم منها أيها الصواب وأيها الخطأ

تترك العقل البشري المعقد التركيب

إلى أن يأخذ مساحته كاملة وبدون أية ضغوط منك


فيسافر بك شمالا وجنوباً

ويصعد بك إلى كوكبك الجميل

ثم يخسف بك إلى نواة الأرض

والقلب أثناءها يُعتصَر عصراً

ويموج موجاً

شخصيات غالية على قلبك الرقيق

ما بين حبيب ابتعد عنك من دون ارادته وارادتك وصار سراباً

وما بين قريبٍ مسافرٍ مغترب

وما بين صديق إنتهت صلاحيته بالحياة فاختاره الله

وما بين أنوار وردية تراها من بعيد

فنعرج على المثل الدارج (( الدنيا تجمع وتفرق))

ربما فيه االكثير من الصحة

ولكن أيضا يحتوي على الكثير من التباين الشاسع

فليس من رأى كمن سمع

ربما ستجمعنا

ولكن حتما وقتها سنكون قد لبسنا لباساً مختلفاً عن ما رأونا به مؤخراً

وحتما أيضاً

أنك لن تراهم جميعاً وفي نفس اللحظة

ما أقساك يا كوكب الأرض

تبتلع من أُمرت بإبتلاعه

وتترك من لم تُؤمر به

ربما أصفك بالقسوة

ولكن أحسدك في نفس الوقت

فأنت قد تجد الكل

في جوفك

أو على ظهرك

لا تفتقد أحداً أنت

فكلهم أتوا منك وإليك سيعودون

يمشون عليك هوناً

أو ينامون بداخلك براحة

سواء افتقدناهم أم لم نفتدقهم فماذا ستخسر أنت

وبداخل تلك الدوامة

نرى جميع ألوان الطيف

ما بين أحمر قاني جميل

وبين أسود قاتم كأيب

في الأحمر ربما تكون تعيش لحظاتك الجميلة

وفي الأسود قد يأست من لقائهم

وبالمنتصف هو العذاب ورب الكعبة

عذراً

فقد أخذتني الحروف إلى أبعدَ مما كنت آمُل

ففي البداية تذكرت تاريخ سنين غابرة

وسنين ملونة

تمخضَ من خلالها الكثيرُ من المشاعر

والكثير من الدموع

نحب وننحب

نكره ونُنبَذ

نعرف ونفقد

((( يالله أتوقع إني لم أستطع التركيز))

أتمنى أن لا أحد يلومني على هلوساتي المتعمدة

فأنا من تذكرها

والمجتمع لا يسمح لي بالبوح عنها

والضحية قلب صغير يزن 300 جرام

يتنقل من قارة إلى قارة

ومن باطن الأرض إلى ظهرها