رجل يكره الأنثى جداً




عجباً لنظرتك للمرأة وعشقك لها

قلتها لصاحبي بعد أن استشاط غضباً من ساحرته الجميلة

فهو

يكره الأنثى

يكره الأنثى

يكره الأنثى

يرى فيها كل اسباب الحزن والتعاسة

وظلمة الليل واشتداد الريح

فلها أساليبها الخفية

ففي نظره هي السبب في زيادة مبيعات صبغات الشعر الرجالية

وحرب الخليج الثانية

وفيضانات التوسونامي

وسقوط الفراعنه

وتدهور الدولار

وزيادة الرحلات السياحية

وغلاء الشعير

وزيادة فروع مطاعم كنتاكي

وانتشار البلاك بيري

وصنع المهدئات النفسية

بل يرى أن لها تقاليدها الغريبة

فواحدة لا تنام إلا بعد أن تربط خصرها بحبل حتى لا يكبر وهي نائمة

وأخرى تكره الجوارب لأن ساقيها نحيفتان

وآخرى لاتُفتح شهيتها إلا بعد رؤية شنطة لويس فنتون

وأخرى تُحقن بالكولاجين لنفخ الشفايف

واخرى تشفط الدهون لتصغير الأرداف

وواحدة لا تأكل البيض

والثانية لا تحب رائحة البطاطس

كأنها خلقت لجعل الحياة أكثر سواداً

ومع ذلك يأتي غبياً ليقول عنها (رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً)

قلت له :صدق

قال لي: بل كذبت ثم استرسل

دعك من المجاملات والكلام المعسول ودموع التماسيح

فمن شاعر سكران يتهمها زورا وبهتانا بأنها أجمل ما على الكوكب

ومن عاشق ولهان يريد ان يثبت لنا أنها الطاقة الكامنة وراء حياته وأنفاسه

ومن تقنيٍ صيني يقول أنها وراء كل رجل عظيم

بهتان يتبعه بهتان

وكذب وراءه كذب

ولوثة فكرية سببها برامج نفسية اجتماعية

تنزل الأشياء في غير منزلها

وتريد بأن تصل بمخلوق ضعيف إلى الكمال الإنساني

ثم أطرق برأسه قائلاً:

يا أخي ، لها القدرة على أن تكون ملكة الغابة

وأن تكون حرباء الشجرة

وكل ذلك بحركة لطيفة

وغمزة مثيرة

يبدو أنهم يولدن على أيدي أجهزة الاستخبارات الأمريكية

فالاختفاء والاقتفاء وقراءة مكامن النفس والاستطلاع الروحي والتسلل الخفي والكتابة بالحبر السري 

وقراءة الخرائط ومعرفة اين كنت وأين ذهبت والقصف المدفعي واستخدام القنابل المسيلة للدموع

كل هذا متمكنون منه وببراعة وبدون أن يحصل خطأ واحد

وكأن شيئاً استوقفه فقال في ضحكة غريبة

وهل يوجد للغابة ملكة

الأنثى كائن جميل لا يحمل من الجمال شيئاً

وأمين لدرجة أنه أصبح سلك هاتف يمرر المعلومات بشكل خرافي

وتقي لا يعرف التقى

يؤمن بمبدأ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
(قالها بازدراء)

وصادق إلى حد أنه يخبرك بأنه صادق

وأنت تعلم أنه كاذب

ولكن تقول لنفسك إنه صادق


ثم زاد

لن يؤثر رأي هذا في ساحرتنا الناعمة

فكل سكان الكوكب يتمنون بقايا ظفرها

فلن يسوءها أن كرهتها أنا

فلها أن تبادلني نفس الشعور


كان يتكلم بعصبية زائدة وكنت أعلم أن سبب عصبيته هو ضعفه أمامها

فهو يعشقها لحد الهذيان

ويهيم على وجهه إكراماً لها

وعلمتُ أنه أنانياً بطبعه

فهو يريد أن يراها كما يريد هو لا كما تجبرها عليها فطرتها

ولم يستطع أن يأخذ الأمور ببساطة فقد كان حساساً ومرهفاً وشديد الملاحظة

كان يرى فيها الغرور الباذخ

والدلع المائع

والضحكة الرمادية

ويسمع منها الكلمات الرومانسية التي يتوقع هو أنها تخفي ورائها زلازل من الدرجة السابعة

قد لا يبدو محقاً فيما ذهب إليه

ولكن في كلامه الكثير من المصداقية

ولكن نصحته بما آمل أنه كان صحيحاً ولو من وجهة نظري على الأقل.