حقيقتك.





هواك سيدتي أذبل مني العروق.
وامتص ما كان وما يكون.
فتلاشت معه قدسية الأجساد.
وجاذبية المكان.
وغدت أوهام تحشرها أوهام.
فالواقع تغير وتبدل.
وارتقى وتطور.
فالحب والعشق والهيام والوداد والاشتياق والحنين والصبابة واللهفة والجنون.
كلها معاني أرضية لا وجود لها في حقيقةِ سمائك.
فاندماج الأرواح لا يتكامل وهذه المصطلحات المتواضعة.
فالإثنين واحد.
والواحدُ لا يشتاق لذاته.
ذهبتِ آخذةً بيدي لنغرد خارج سربٍ يقلد الآخرين .
وطرتِ بي في أعماق الحقيقة.
لتريني حقيقة واقعك الذي يعتقد الكثيرون أنه مجرد وهم وخيال...
يطلقون عليه حلماً .
وأنا رأيته رأي العين.
فسأناديك بكل حروف النداء.
يامن تملك القطوف الدانية.
ياحرف نثري وديوانية.
نور فجرك لقلمي فرش.. ولهمتى قوّى... ولدربي أسفر..
كنتُ اقفُ بالباب أرتجي رشفة ماء.
فأطفأت لهيب وجدي.
كنتٌ أنتظرُ كتفاً أُريح عليه رأسي من قسوة الأيام.
فغمرني وسع جيدك.
كنت أحلم بقطراتِ مطرٍ تَبلُ شعري.
فأتيت غاسلةً قلبي بفيض نهرك.
فاختصاراً
أنت حقيقة الأنثى.


مرحلة الاستقراد.






مرحلة الإستقراد هي ذروة التحضر البشري والتي تمنحك القدرة على الخروج من دائرة بشريتك وتحررك من سلاسل وقيود التبعية الاجتماعية والعادات والدين ومحدودية الفكر إلى فضاء اللاتبعية واللاعادات واللادين . والنتيجة هي الاندماج بالسعادة والأنس والحرية المطلقة تماماً والتي سوف تنسى أنت معها مفهوم السعادة أصلاً لأنها ستصبح شيئاً من ذاتك بعملية تداخل عجيبة لا يفهما إلا من تعايش معها.
ولأن المجتمعات البشرية بطبيعتها وفطرتها التي تلزمك على التعامل مع الاخر يستحيل معها ممارسة الحرية المطلقة ، فإطلاق الحرية لا يتأتأ إلا بأمرين فإما أن تعيش وحيدا على كوكبٍ وتمارس حريتك بطلاقة - مع تجاهل القوانين الفيزيائية للطبيعة التي حتما ستحد من حريتك – وهذه من المستحيلات التي يكافح العلم في جعلها من الممكنات. أو أن تنزع ثيابك البشرية وتنطلق إلى الحرية المطلقة وإلى ذروة التحضر المنشودة في مرحلة الإستقراد .
وهذه المرحلة وصفها الكثير من الفلاسفة والمفكرين بأوصاف صعبة ومعقدة يصعب على المتلقي الوصول إليها، ولكن من أقصر الطرق للوصول إلى مرحلة الإستقراد هي ( اتخاذ القدوة والمثال الأعلى) بخطوات مدروسة ومتأنية من غير الدخول في المعمعة الفكرية التي سوف تتناقض مع الحرية المرجوة.
فاختر لك قرداً ترى فيه كل ما ينقصك من ذكاء ومن جرأة ومن خفة حركة ومن طريقة تعامل مع الآخر مع التركيز على طريقة التخاطب والأكل والشرب واللبس والتناسل ثم ما عليك إلا أن تقوم بمحاكاته .
ومع ذلك ستقابل بعض الصعوبات والتي تكمن في المظهر الخارجي وطريقة الملبس ولكن لا تلقي بالاً لذلك، فمن استقردوا من قبل وجدوا لك الحل ولو أن فيه تناقض مع أركان الحرية ولكن لا بأس ، وتكمن الصعوبة في التمييز بين الجنسين ، فقالوا ذكر محدود الحرية ، وأنثى لا محدودة الحرية .
فالذكر عليه أن يمارس حريته الفكرية والخطابية والعقائدية والاقتصادية والتعايش الاجتماعي والدفاع عن الأنثى وإعطائها كامل حريتها، وفي المقابل عليها هي أن تمارس الحرية بالإضافة إلى هذا كله في مظهرها الخارجي والكيفية التي تظهر بها أمام بقية القردة فكل ما كان اللباس قليلاً كلما ترقت في درجات الإستقراد . بمعنى أن تصبح قردة كاملة وهو يبقى كنصف قرد.
ومع مرور الوقت وبزيادة عدد المستقردين وعندما يصبح الجميع يمارس عملية ( الخلع ) ، سيستطيع القرد الذكوري الوصول إلى مرحلة الإستقراد الكاملة .
والإستقرادية بفطرتها تستلزم غياب العقل البشري وبالتالي تنوب عنه الغرائز الإستقرادية وتصبح هي الغالبة في هذه المرحلة ، لذا على القرد أو القردة المنظمين حديثاً بالتكيف السريع مع المرحلة الجديدة والانبطاح على سُرر السعادة والأنس حتى لا يفقدوا أماكنهم أو يبحث عن غيرهم.