عاداتنا تحاربنا.

 
 
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
 
فضائل جمة نعلمها ولا نعمل بها. ينادى بها في المنابر والخطب. وتُخط وسط الصفحات والصحف.
المجلدات تأن والكتب.
مما يُكتب بها من نصحٍ وإرشاد وحكم . وكلامٍ منمق جميل.
وقبلها مكتوبة في كتاب مبين ومشروحة في سنة مطهرة.
ولكن العصي نحن . كأنا خرجنا من صخر أصم أو نبتنا في مرتعِ وَخِمْ.
 
كُنتَ امرأً لو شئتَ أنْ تبْلُغَ المُنى ... بلغْتَ بأدْنى غايةٍ تسْتديمُها
ولكن فِطامُ النَّفْسِ أثقَلُ مَحْمِلاً ... من الصَّخرةِ الصَّمَّاءِ حينَ ترُومُها
 
نبدأ الكلام بـ(اتقوا الله عباد الله) والوصاية بحسن الخلق. ونتناسى الطبع وكل إناء بما فيه ينضح .
ظَلَمْتَ امْرَءاً كلَّفْتَه غيْرَ خُلْقِه ... وهل كانتِ الأخْلاقُ إلا غَرائِزا
 
مع يقيننا أنه من الضرورة الرجوع للحق والتحلي بصفات خير المرسلين . والعلم التام بسهولة ذلك وأنها الوحيدة القادرة على إضفاء السعادة والأمل والتفاؤل والنجاح والتقدم والحضارة والكرامة على حياتنا وأمتنا .. ولكنها العادات السقيمة والتقاليد العتيقة والثياب المتداعية التي اصبحت من المسلمات وكأنها تماثيل بوذا لشعب بوذا وكتب بهاء الله عند البهائية.
 
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)
 
بلادنا أصبحت مثل مزارع الدجاج التي تُفرخ دجاجات ذات مقاسات محددة وأحجام معينة لا تزيد ولا تنقص عن الحجم الذي أراده صاحب المزرعة، فلا يفلح بعد ذلك أدب أو تهذيب.
وأضحينا نأخذ من كل جانب ونحطب من كل عود ونضم ما يضم حبل الحاطب. الأخضر واليابس وتخدعنا الشمس بطول ضلالنا.
نقبل الوحل كأنه قالب ثلج . وننبذ السمين كأنه غث سقيم.
نبتلع السم الزعاف ونخاله عسلا مصفى.
وما هي إلا انتكاس في الفطرة، وحيود عن الطريق المستقيم .
 
فَأَمَّا حُسْنُ الخَلْقِ * أَعْيَتْني فِيهِ الْكَثْرَة
وَأَمَّا حُسْنُ الخُلُقْ * لَمْ أَجِدْهُ بِالمَرَّة