رناتُ أنين .





ضجيجٌ وهديرٌ وصخبٌ ونعيقٌ.
سواد الليل ينهش أوصال الضياء.
فلا تدعيه و اعتقي قلبك النابض.
أزيحي عنه جلباب عبوسه وتجهمه الأسود.
أنقذيه من الاختناق.
فالوأد في الإسلام حرام.
فعلُ الحبِ سنة المحبين، وطقوس العشق يتمرغ بها كهنة الحب وأرباب الحنان.  
سيدتي، سيخطفك قلبُكِ وأنتِ متيقظة وتنصاعين لندائه كفراشة ذات ألوان تقترب من نور السرج لتهب روحها ثمنا لملامسة النور .
سيخطفك ممن حولك.
لأكون أنا حولك.
اخلعي ما ترتدين ,,, كوني عمياء.
أسدلي رأسك نحوي بعد ترنحٍ.
اضطجعي الهواء وراقبي السماء .
فوق البخار.
تحت الفضاء .
يتهدل شعرك الأسيل.
ترتخي قدميك.
تسقط ذراعيك..
يتمايل نهداك اللينان من فوق إبطيك كأنهما تفاحتين مصابتين بالسمنة فلم تقوى الأغصان حملهما.
تتراقص نسمات الهواء لذةً بملمس جسدك ظاهرُ الدمِ الناشغُ بالماء.
تُحرك جدائلك فتلامس أطرافها أطراف أردافك المحرمة.
لِآتيكِ بأصابعٍ من نور.
وأجسُّ ما تورمَ خجلاً.
وما اغرورق حباً.

سلام أيها الفضاء الحاملُ بكفٍ مرتعشٍ يخافُ الفقدَ جسداً خُلق من الحبِ وغُذي بالحب وأُدخل لفافةَ الحبِ و غَفا على صدر الحب.
جسدٌ صغيرٌ يتوارى خلف الجدران خجلاً فكل الأحداق ترقبه وحُق لها.
رائعٌ مخلوطٌ بالنرجسية التي ما تزيد حُسنك شيئا.
فقد بلغ الحُسن منك ذروته وأمسك القمة وقعد منها بمقعد لن تزحزحه عنه تتابع الفصول و هطول الدموع و صفعات الفقد .  

إذا سكتَ تضطربُ الكائناتُ والأجرامُ والمذنبات، تنتظرُ بلهفة الحرمان رنةً بديعة من مبسمٍ أحمر.
إذا دمعَ تتسابقُ الجبالُ والمُهدُ لعلها تستسقي بدمعةٍ ترتجُ منها جنباتها و تحيى بها أزهارها.

سلامٌ أيها الضياء الغامرُ بنورك ظُلمة التعساء، وأي سلام يحتويك، سعادة القلوب وبهجتها، بسطة الأفئدة ورونقها.
سلام أيها الربيع الواهبُ بجمالك حياةً للأموات، وأي سلام يحتويك، منةُ الله ونعمائه، منحةُ الرحمن ويساره .
سلام أيها الفضل الماحي بعطائك فقر القلوب، وأي سلام يحتويك، كرم المحبين وإحسانهم، ندى العشاق وإفضالهم.
سلام أيها الجَّم المُعتلي بعظمتك صغائر النفوس، وأي سلام يحتويك، علو الأجلاءِ وشرفهم، رفعةُ الوِقَّارِ وعظمتهم.
سلام أيها الجسدُ المكتنف بين جنبيك قلبٌ احتشد بفنائه كل نقاء الكون.
فأسد لي رأسكِ نحوي بعد ترنحٍ.

فلا ضجيج ولا هدير ولا صخب ولا نعيق.