مؤامرة تأنيث الأسواق






كثر ترديد لفظة ( المرأة ) في الأيام الأخيرة حتى أصبحت نقطة ارتكاز الكون. ولكل متحدثٍ نظرته التي يقصد من خلالها الوصول لهدف رسمه لنفسه.

السؤال: كيف لمجتمع إسلامي محافظ أن يسمح لرجل أجنبي بأن يبيع الملابس الداخلية للنساء؟

بهذا السؤال أعزائي بدأت حملة شعواء لتأنيث العمل في الأسواق، فضرب على وتر الرجولة وأثيرت به الكرامة. ولكن هل وراء الأكمة ما وراءها؟
سأترك الإجابة الآن؟
وأتساءل هل في عمل المرأة في الأسواق تكريما لها كما يذاع أم امتهان لكرامتها وأنوثتها؟

الموضوع أكبر من أن يجاب عليه دون النظر لأكثر من جانب؟
إذا كانت النظرة المادية هي العنصر الأساسي فالإحصائيات تثبت عكس ما نأمل، وخاصة أنها تقول بأنه خلال السنة الأخيرة زادت نسبة عمل المرأة وقلت نسبة أجورهن إلى متوسط يبلغ 2613 ريال، فهل في هذا الأجر تكريما لها؟

وبالنظر للجانب الإجتماعي فالصحف والمحاكم مليئة بجرائم التحرش والإغتصاب والتعدي على الأعراض. فقد استغلت وزارة العمل حاجة الفتاة المسكينة مع العزف على موال الفقر والحاجة بعد أن مورست ضغوطات العطالة لحاملة الشهادة ثم أقنعوها أن هذا هو الطريق الوحيد والحل الأمثل.

هل هناك عقود عمل قانونية بين الفتاة وبين صاحب العمل يكفل حقوقها كاملة؟ أم أن مديرها يخصم من أجرها متى شاء وكيفما شاء؟

أعزائي، كلنا نريد للفتاة الخير ونرغب في أن يكون لها عمل تقتات منه في هذا الزمن الصعيب، ولكن ليكن في بيئة آمنة شريفة طاهرة تعلي مكانتها وترتقي بنفسها.
عمل المرأة الحالي يَكلمُ القلوب الغيورة ويؤذي النفوس الطاهرة وتحتالمجهر نراها تنفيذ لأجندة خارجية واتفاقيات دولية لإخراج المرأة من خدرها فقط.

دعاة تغريب المرأة يعملون بإحترافية وبإتقان ممنهج ويزرعون في قلوب الفتيات بذور الشك في المعتقد والأخلاق ونزع الثقة في النفس لتكن كالصلصال يشكل كيفما شاؤوا. قانونهم نحافظ على المشترية بتدمير البائعة، إذ كانت تختلط بالأجنبي (عشر دقائق) فأضحت تختلط به (ثماني عشرة) ساعة وهي ساعات العمل. فإن كانوا صادقين في دعواهم فلمَ لم يقتصروا على محلات العطور والمكياج والملابس الداخلية ولمَ لم يؤنثوا إلا المجمعات الكبيرة فقط؟ لماذا تؤخذ الفتاة من بيتها لتمارس العمل فورا من غير تدريب وتأهيل بأبسط أبجديات المهنة؟ فبائعة العطور جاهلة به وكذلك بائعة المكياج وغيرها. لماذا لا يؤمن لها وسائل المواصلات اللائقة التي تكفل لها راحتها كمثيلتها الأجنبية؟ ألسنا نرى حافلات النقل المخصصة لنقل الممرضات الأجنبيات من مكان إقامتهن إلى مقار عملهن؟ فلماذا فتياتنا يمنعن منها؟

المرأة السعودية لها خصوصيتها ( إلا من أبت ) فاجعلوا لها ضوابط للعمل وتنظيم جيد يليق بها. فوزارة العمل طبقت القرارات من دون أية دراسة له ونظرا في احتياجاته.
تأكد أيا حاملا ( للشنب الكبير ) أن ابنتك واختك العاملة ليست بمنأى عن تحرش الرجال وأعين المارة وأنها تخضع لقانون وزارة العمل الذي يقول كلما زادت فتنتها وتبرجها كلما ارتفع اجرها ونالت أعلى المناصب.

أنا لا أتحدث هنا عن النوايا بل شيئا شاهدته ولمسته وأصبح ظاهرة واضحة جلية.
وأخيرا، هناك سؤال يتردد، لماذا هذا التوظيف السريع للمرأة مع غظ البصر تماما عن أخيها الشاب؟ أليس من الأولى توظيفه فهو المسؤول الأول والقائم بشؤون المرأة؟

وكأني أرى نتيجة هذا التخبط المتعمد بعد عشرين سنة والشباب على قارعة الطريق وفي المقاهي يتعاطون المخدرات وإبر الهيروين والفتاة تعمل نهارا في الأسواق وليلا في أماكن الدعارة لتعول نفسها وأخيها.

أعزائي من بادره ذرة شك فيما كتبت فعليه بالتوجه إلى (سيتي ماكس) الدور الأرضي مركز سماح سنتر وليبحث عن إجابة لسؤالي الذي طرحته في بداية مقالي هذا.



المقال الأصلي
http://www.jblnews.com/articles.php?action=show&id=36

لحظة زمن .






تهرولُ عجلةُ الزمنِ جارّةً معها قتيل (أمسٍ) القريب لتغتال (حاضر) هذه اللحظة وترسل نذيرها بهديرٍ يُفزعُ (غدا) المستقبل. قد نراها ومضاتٍ سريعةٍ أو لحظاتٍ نشاهدها كما نشاهد فيلماً يُكرّ مسرعا. ولكنها أثقل من ذاك وأكبر، وأدهى وأمر .

لحظةُ زمنٍ، كانت وعاءً لأصدقاء عاشرناهم وأحباب ألفناهم وأماكن اعتدناها وحارات سكناها ومنازل هجرناها.

لحظة زمنٍ، تُذيقك عسلاً مصفى، وتُهديك ورداً مُنقى، وتُسقيك ماءً عذبا، وتُلبسك الحرير ناعما، ليسكن قلبُك ويهدأ طمعُك ثم تنتزعُ روحَك وتبتعد.

لحظة زمنٍ، تموتُ وتفنى فلا تعود إلينا، فما إنْ تغربَ شمسُها حتى تقتُلَ نفسها وفاءً منها للحظة زمن أخرى.

لحظةُ زمنٍ، تحفرُ بداخلِك أعماق المحيطات، وترسلُ أمواجَها فتتلاطمُ تلاطماً يبعث الوحشة في جوفِك عمن فات عنّا واختبأ خلف جدران الموت أو غيبة الأيام.

لحظةُ زمنٍ، تعتريك بظلمةٍ كظلمةِ الليلِ البهيمِ وغموضٍ أشد من غموضه، فتضيع منك الاتجاهات فلا تدري أسهلا سلكت أم وعرا؟ أوطئت رأس جبلٍ أم حللت بطن وادي؟ فيقف النظر عاجزا والعقل حائرا والسمع ميتاً.

وقد كنت أسمعت لو ناديت حياً..... ولكن لا حياة لمن تنادي .

لحظةُ زمنٍ ، تُختزل عندها تفاصيل الحياة المليئة بالأسرار والأحداث ولقاء الأعداء ومفارق الأحبة في مساحةٍ محدودةٍ أمامك. تلك الحياة التي حوت الوجود كله وضمت بين حناياها كل أشعةِ الفجر السعيد ودوّت كلماتُ الحبِ والهيام بين جبالها فتَسمع لصداها نغماتَ مزمارٍ تسري مع هبات الهواء الساكن حتى تقرع جدران القلب قبل أبواب الأذن.

لحظةُ زمنٍ، ترتحلُ أثناءها مشاعر النفس وأحاسيس الوجدان وخلجات الروح من عالمنا فتَحتضرُ الفرحةُ وتخفتُ البسمةُ وتُسدل الستائر على فصولِ المرحِ، ولا يبقى إلا أنها كانت مجرد لحظة زمن.
لحظةُ زمنٍ، فيها نحفرُ القبور، ونغرسُ السهام بداخل الصدور، لننتزع القلبَ ونواريه تراباً مبتلاً بدماء العيون، ثم نغفو بعدها غفوةَ من لا يريد الاستيقاظ، هروباً من سهامٍ قد انغرست في أحشاء القلب وأشبعته موتا بغد غُصة.

لحظةٌ زمنٍ، تُعد في قياس الزمن كشعلةٍ أُوقدت وأٌطفئت في اللحظة ذاتها، ولكنها في الصدور كعمر الكون وطول الزمان. فهي لحظة لا تعترف بالحقيقة كطول وثقل ليل الشتاء على المرضى مع قصره وخفته على العشاق؟
فهي كذلك كالصخرة الصماء السوداء، تسمع من تحتها أطيط الضلوع ، فلا أنت أزحتها ولا أنت تحملتها .

لحظةُ زمن، تجعلك تعيش منعزلاً في ثبات دائم، لا مد ولا جزر، لا شروق بل غروبٌ دائم ، تتلكأ في تنفسك ، تهمس في سمعك: ( اهدئي لا أريد أحداً ، لا أريد نَفَسَاً ، أكملي حياتك أيتها النفسُ بدونِ صوتِ هذه الأنفاس المزعجة)


فترضخ لك ، وتمتثل لأمرك ، فتتوقف الرئة ويغضب القلبُ فيُعلن عصيانه ويُضرب عن العمل ، وتُغلقُ الأجفان لتنتهي معها لحظة الزمن . 


بعيدا عن الريبة.






جميلة هي لحظاتي بجانبك، نرشف من رحيق الهدوء، ونحتضن الأمل السعيد تحت رداء البسمة الشفافة والحب الصافي والعشق الأبدي.

نتناسى مرارة الماضي البائد ، فهو واقعٌ ميتٌ لا روح له تمشي بالطرقات. فلنجليه عن صدورنا و ونطرد خياله بعيدا عن أرواحنا، ونفرش القلب من حلو اللحظة وعذوبة الوقت و نُجمله برائحة الأنفاس الزكية.

فلنعش بداخل أنفسنا، ونلبي احتياج أرواحنا ،ونوردها موارد الكلأ الربيعي الزاهر، لتنشأ ربيعية الهوى، ملائكية الطباع، ولندع ما يهلكها من عيش الصحاري التي لا نملك منها ذرة رمل.

الأوهام قد تحلق بنا في السماء وتقعدنا على أرصفة الجوزاء لنلاعب من هناك طائر النورس الجميل، ونزيح بأكفنا رذاذ السحاب عن خدودنا ونرى الأرض زرقاء كأنها السماء. ولكن الوهم يتبدد والحلم تقتله اليقظة وما كان يُعاش ويُلمس يهرب وكأنه السراب، فنصحو لمعالجة جراح الحرمان الغائرة، ومداواة القلوب المكلومة، ومعاقرة الألم القاتل.

لحظة الحقيقة هي الحقيقة الأبدية والماء الزلال والعبق الطيب الذي لن يزول، وإن زال -وهذه قدرة الخالق- فسيبقى أثرها واضحا جليا كالشمس، تُنيرُ الكون وتبعث الدفئ ..

لحظة الحقيقة قد تُرى من أكثر من جانب ، فإن لم تعجبك من جهة المغرب فأدر نظرك وانظر لها من جهة المشرق، وحتما ستبهرك وتنال رضا نفسك ومبتغى رجاك.


جميلة هي حقيقتي بجانبك مشرقةٌ مقبلةٌ غير مدبرة.