فتاة الحي .



  

فتاة الحي، فتاة قمراءُ، هِبةُ الجليلِ، عطيةُ الرحمنِ، روضةٌ غناءٌ، التَحَّ عُشبُها و اغتم ، لعوبٌ حَسَنةُ الدَّلِّ، حوتِ الأنوثة من حوافها، وحازت الجمالَ كُله دِقَّه و جِلَّه. نزلت من السماء، فتلقفتها الأرض، عاشرتِ العظماء والجبابرةَ الأقوياء.

مؤدبة ملوكٍ وخلفاء، مُعلمة شيوخٍ أجلاء. أُريق تحت قدميها دماءٌ و دماء.
تواضع لها الفارسي فرفعتهُ، وعشقها الكِناني فزادته إجلالاً وألبسته وقاراً.

وهناك على الطرفِ النقيض وفي الضفة المقابلة:
مقتها هولاكو فأزال الكتب والمكتبات، وأبغضها المسيحي الصليبي فأحرق غِرناطة وأقام محاكم التفتيشِ تنكيلا بها، حنق عليها أتاتورك اليهودي الظالم فاغتصبها في وضحِ النهار وأعمل فيها بعنجهيتهُ، وهي المتواضعة الخاضعةُ المُذعنة.

وافاها طوفانٌ مُفاجئ، وموجٌ سريعٌ متلاطم، وريحٌ صرصر بارد، فخرجت رافعة الرأس، مُنتصبة الصدرِ، أنفها للسماءِ، وكعبها فوق السحاب، شامخةَ عزٍ ومُتكبرةَ إباءٍ.

هذه لُغتنا العربية، على جراحها تقوى ومع وصَبها تفوزُ وتنتصر، تسلخُ عنها الوجع لتلبسَ الغِبطة وتنزعُ العذابَ لتتسربل بالفرح.

إعلامنا الهزيل حصرها في زاويةِ الناقةِ والجملِ وأبي جهلٍ وتباً لك وسُحقاً فقط.
ووزارة التعليم هتكت الحُجُبَ وجردتها أمام أعين الذئاب في ليالي الظلام.
والجامعات ضعيفة الحيلة رديئة المسلك سيئة السمعة.

الفرنسي يُقدسُ نابليون بونابرت ولغة حربه وآلامه، فيمثلها أمام شعبه حيةً في يومياته وشاشاته وأفلامه على ما ينضحُ منها من عارٍ وخِزي ولكنه تاريخه الذي زرع في أبنائه بذور الثقة وغِراس الأمل والطموح.

ونحن أبناء العربية السماوية، نُكني الفصيح (مُتشدق) والبليغ (متفيهق) والمُفوه (مستهزئ) والِمِلسان (ثرثار) فواويلاه  لو خرج الفراهيدي من قبره والكسائي نفض تُراب لحده.

وأخيرا فهذه الفتاة الأصيلة لن يعشقها إلا عربيٌ أصيلٌ، ولن يعاقرها إلا مجيدٌ كريمٌ .





مُعلمْ، لا مُعلمْ .




في صباح يوم من أيام ( تشرين الثاني) ، والسحاب في معاركه الضارية ضد أشعة الشمس الذهبية. خرج من قصره مرتدياً نظارته ومعطفه الأسود الطويل..

أهلا بك أستاذ ( رشيد ) قالها سائقه الخاص وهو يفتح له الباب الخلفي للسيارة .

في المقعد الخلفي أسند ظهره، وتناول جريدة اليوم، وشرع في تصفحها، بينما السيارة تنطلق مسرعةً عبر طريق خاص بمعلمي مدارس التعليم العام. هذا الطريق الذي يوصلُ لفناء المدرسة الواسع. كان خاليا من السيارات، بعد أن أصدرت وزارة التعليم تعليماتها الجديدة بمنع المعلمين من قيادة سيارتهم الخاصة عند قدومهم للعمل، حفاظاً على سلامتهم وهدوء أعصابهم، فلا يكدر صفو تفكيرهم شيء. وقد وفرت هذه الوزارة أسطولا من سيارات الكاديلاك الفارهة لتوصيل رجال التعليم إلى مدارسهم وإعادتهم بعد ذلك إلى بيوتهم...

                                         
كان المدير واقفا في ساحة المدرسة مبتسماً ضاحكا مسرورا:  صباح الخير أستاذ (رشيد) فها أنت كعادتك تصل في وقتك المحدد.

- وكذلك أنت يا سيدي الفاضل، فدائما ما  تُلبسنا ثياب الخجل بطيب أخلاقك ونبل تعاملك بتركك لمكتبك الدافئ والخروج في هذا الطقس البارد لترحب بنا معاشر المعلمين وعلى محياك هذه الابتسامة البيضاء.

- هذا من ضمن واجباتي تجاهكم يا قادة المجتمع يا من تصنعون الأجيال.


يدخل (رشيد) مع مدخل المدرسة فيسمع ترحيبا إلكترونياً بصوت أنثوي مشبع بالحيوية. وبعد وصوله إلى الطابق الرابع ينفرج باب قاعته الدراسية. تضيء الأنوار وتعمل أجهزة التكييف تلقائيا. يعلق (رشيد) معطفه الباهظ الثمن في المكان المخصص ويجلس أمام شاشة الكمبيوتر الخاص به في انتظار الساعة السابعة.

يستدير بكرسيه إلى الخلف، وفي اللوحة التي بها عدة أزرار، يلمس زر ( القهوة بلا إضافات). يتناول كوب قهوته الساخن، ثم يستدير مرة أخرى. ويحين الوقت.

يظهر وزير التعليم على الشاشة أمامه، يلقي كلمته اليومية المباشرة التي من خلالها يستمع لمناقشات المعلمين وطلباتهم و سبل الارتقاء بهم وبهمتهم التعليمية.

يرن هاتفه الخلوي فجأة:

- أهلا من المتصل ؟

- صباح الخير أستاذ (رشيد) أتحدث معك من (بنك المدينة المركزي) فقد تلقينا اليوم أوامر بصرف مكافئة تعليمية لحضرتك، فهل تريد أن نودعها فورا في حسابك لدينا، أم نرسلها شيكاً مصدقا إلى مكتبك؟

- صباح النور والسعادة، أودعها إذا سمحت بكاملها في حساب الجمعية الخيرية.

- تحت أمرك سيدي .. مع السلامة .


أين هي مجلة التعليم ؟ لا أعلم أين وضعتها بالأمس ؟ يبدو أنها في خزانة الكتب في مؤخرة القاعة!! نعم هذه هي ..

سأتأكد مما قيل لي البارحة ! فإن كان ذلك صحيحاً فلن يبقى هذا الوزير في مقعد الوزارة لحظة واحدة، وسنجعله نحن رجال التعليم كورقة خريف صفراء في مهب الريح تلعب بها كيف ما شاءت .

يقلب صفحاتها بعجل، هذا هو الخبر ( وزارة التعليم تنشئ مختبرات العلوم في المدارس الثانوية بقيمة عشرة ملايين ريال سعودي لكل مدرسة)

فاغرا فاه! ما هذا ؟ عشرة ملايين ريال لكل مدرسة ! كيف ؟ لماذا ؟ متى ؟ أنا من وقع عقد هذه المدرسة مع الشركة المنفذة، لقد كان العقد بـقيمة مليون ريال فقط !!

نحن في دولة القانون العادل ودوائر الانتخابات، فسأرفع الأوراق للمحكمة الإدارية وسأقاضي هذا الوزير وسأجعله يعترف ويُقر باختلاسه لهذه المبالغ، وسأزجُ به في السجن، إنه خائن! ولكن ما الذي يجعله يقوم بهذا الفعل الشنيع الذي ما عدنا نسمع به أبدا؟ يبدو أن يقرأ كتب التاريخ كثيرا .!! خائن!!.

سأرسل الشكوى مع الفواتير للقاضي فوراً والآن؟

انتهيت، الآن سأخرج فقد كدر هذا الخائن مزاجي وعكر صفو مائي بتحريك الوحل في قاعه فلم يعد لي طاقة للالتقاء بالطلاب.

في صباح اليوم التالي استيقظ (رشيد) على صوت تنبيه رسالة على شاشة هاتفه.

(عزيزي الأستاذ رشيد: موعدكم مع قاضي المحكمة سيكون هذا اليوم في تمام الساعة التاسعة صباحاً. ونود أن نلفت انتباهك إلى أنه قد تم التنسيق من قبلنا مع مدير مدرستك لمنحك إجازة لهذا اليوم ليتسنى لك إنهاء كامل معاملتك لدينا. مع تحيات : وزارة العدل )

يقول القاضي مطلقا أصابع الاتهام للوزير: أمامي أوراق تُثبتُ اختلاسك لمبالغ طائلة من عقود إنشاء المختبرات المدرسية! ما قولك ؟ 

-  هذا تزيف وافتراء وتشويه لسمعتي يا فضيلة القاضي.

-  وهذه الأوراق والفواتير وقد تبين لنا صحتها، وهذا التوقيع هنا أليس توقيعك ؟ اقترب وانظر ! هنا.

-  نعم هذا توقيعي وهذا هو اسمي ..

- إذن أنت تُدين نفسك ؟

- يا فضيلة القاضي هناك خطأ ما، أنا متأكد.

- لن أبقى على الجدال معك أيها الوزير . هيا اذهب واجلس على كرسي الاعتراف ، فهو من سيجعلك تدخل في غيبوبة وسنرى في الشاشة كل ما تفكر به.

بعد ساعة من دخول (رشيد) لقاعة المحاكمة كان صوت القاضي يدوي في جنبات تلك القاعة بالحكم النهائي: أيها الوزير: اخلع عنك رداء الوزارة ورد كل الأموال المختلسة واذهب إلى السجن.


 وأنت يا (رشيد) لك منحة تترقى بموجبها في عملك نظير أمانتك وعدم سكوتك عن الظلم. ثم هوى بمطرقته على الطاولة ناطقاً: رُفعت الجلسة .


دخل بقية المعلمين يهنئون (رشيد) ، رفعوه فوق الرؤوس والأعناق، وهتافاتهم تتصاعد، أرسلوه في الهواء احتفاءً به، انفلت من بين أيديهم . وقع أرضا ، فاستيقظ ليجد نفسه قد هوى من فوق سريره المهترئ في غرفة نومه الصغيرة الضيقة.




حاول مرة أخرى .







بين أودية النومِ السحيقة وقمم جبال النشاط الشاهقة تجدُ أماكن وعرة، تحوي الصخورَ القاسية والأشواكَ الحادة والسباعَ الضارية والأفاعي السامة. تكون لك كالسدِ المنيعِ، فلا قمةً ارتقيت ولا وادياً سلكت. يسميها البعض ( الأرق ) وعند أهل البيان واللسان يقال لها ( منطقة القلق) . تسقط أجفان عينيك فيقف شعر رأسك، يهدأ نبض قلبك فتشرع حينها خلايا عقلك بتوهم الأوهام وتخيل الأحلام.
تريد شراء النوم فإذا بالسعر غالي جداً في زمن تدهور الاقتصاد العالمي، تتمنى الغفوة و تسوق لها الجاه لخطبتها فيصيبها الكبرُ والغطرسة، تطلب ودَ الغمضةِ فتولي منك هاربةً وكأنك قاطع طريق، تذهب لمحادثة نومةٍ صغيرة فتُعرضُ عنك ولا تلقي لك بالاً. أرقُ عقلك يتمثلُ لك أشياءً تسبح في ظلامِ ليلك الكئيب، فتارة ترى نفسك مع فتاةٍ حسناء ثم تنقلب فإذا هي عجوز شمطاء، تفتح خزائن الذهب فتجد فيها الحصى والحجارة . تبدأ بمداعبة أهداب عينيك فتسحبها بأصابعك للأسفلِ وتضعُ عليها قليلا من اللعاب عسى أن تلتصق وتغفو. تمارس تمارين التنفسِ والاسترخاءِ ولا جدوى ، لن يؤنسك إلا جمر مضجعك تتقلبُ عليه حتى تُكوى جنوبك .
تعدُ الخراف حتى تمتلئ الحظيرة ، تتلمس شعر رأسك لعلك تحصيه فتمل وتضجر .
القلب فارغٌ من العشق، والعقل خاوي من الفكر. تلجأ للعبة تَلَمُّسِ جسدك وكأنك لا تعرفه، تحكُ أذنيك وتهرش رقبتك وتدغدغ قدميك فتضحك كالمجنون حتى يُسكتَك وصولك لشقوق كعبيك. يا لهذا الليل الطويل ألا انجلي !!
تختمرُ في الرأس فكرةٌ، فتلجأ للورقةِ فتسحبها فتفقد القلم في الظلام فتلعنه وتطيرُ الفكرة. تنقلبُ على بطنك ثم تعودُ على ظهرك،  تجرب الجنب الأيمن ثم الأيسر ، تتدلى من السرير ، ترفع رجليك، تمارس طفولةً في غير حينها .
يبزغُ نور الفجر لم تنمْ ولم تستيقظ ، يتراءى أمامك خيال النوم وهو يستهزئ بك مخرجاً لسانه ويقول ( حاول ليلة أخرى ) . 


أخبث الشياطين




أمطرت سماوات حائل ، وجادت السماء بما لم تجد به من قبل، وما ذاك إلا بفضل الله ومنته وعدله وكرمه،
ولكن يأبى الإنسان إلا وأن يكون كفوراً جحوداً ، وخاصةً إذا كان مسئولاً ، فلا شيء يملأ فمه البغيض الذي تفوح منه رائحة الفساد والخماج.

عزيزي ، عذرا لست بعزيزي ، أيها الشيطان العنيد وحفيد إبليس اللعين، تأتيك المليارات لتنشئ الطرق وتبني الجسور وتمهد مصارف المياه والسيول وتأبى إلا أن تأكلها ..(أكلك الجن والعفاريت )

أيها الشيطان: افترشْ سفرتَك الباذخة واحتسْ قهوتًك اللذيذة من أموال المساكين وحقوقهم، نعم أيها الشيطان المسؤول: عليك بتكبير خدود أبنائكم و تنفيخ أردافهم من ميزانيات الطرق والمشاريع، وأي جسم نشأ من الحرام فالنار أولى به ، وعليك منا الدعاء، وسيأتي يوما تحتسي ذات القهوة وتأكل ذات السفرة ولكنك جالسا على خازوق جهنم تبتلعه جمرا وقيحاً.
أيها الشيطان : كُلْ لا متعك الله بها ، ولكن كن عادلا ولو في الظلم.
فكما رصفت شارعك وأنرت أرصفة حيِّك وما حول قصرك، وأمددته بمشاريع الصرف الصحي وتصريف السيول .
فلا تنسى (العزيزية) المكلومة ، و (البادية) المظلومة ، و (مغيضة) بنت البطة السوداء ، و (لبدة) حي الفقراء  .
ومابقي من أحياء تأبى نفسك ( المخيسة) أن تمر عليها وترى ما بها .
أيها الشيطان الطماع / القيادة العليا تعلم أنكم فاسدون فهي ترسل لكم الأموال مضاعفة فهي تحسب حساب جشعكم ولؤم طبعكم ، فخذ من الزائد ( يا مال الزائدة ) و أعط الطريق حقه.
الأمطار دائما ما تكشف رداءة مشاريعكم وفساد قلوبكم من أكبركم وحتى أصغركم.
وستقفون بذات الترتيب يتقدمكم كبيركم الذي علمكم الغش أمام جبار السموات والأرض.




مجلس الوزراء السعودي هل هو في السعودية .





بالأمس عُقد مجلس الوزراء السعودي، وخرج لنا بنتائج غريبة وكئيبة كعادته ولكن هذه المرة كانت أشد غرابة وأشد دهشة. فقد خرج بقرارات من ضمنها :
1.     مناشدة المجتمع الدولي بتقديم مساعدات للمتضررين في ميانمار .
2.     مواساة الشعب الفلبيني من جراء الإعصار الذي تعرضت له جمهورية الفلبين وتقديم مساعدات مالية تُقدر بـ 10ملايين دولار .
والقارئ لهذه القرارات يستشف أن المملكة لا تحتاج إلى المساعدات الدولية أو المواساة الحانية، ولكن في الحقيقة ومن خلال النظرة عن كثب على الداخل السعودي الفاضح فسترى العكس تماما وخاصة مع الأحداث الجارية لهذا الاسبوع كتهدم المباني والمطارات وغرق المنازل والأسواق وإقفال الشوارع والطرقات وأيضا المعارك الإثيوبية في ساحات ( منفوحة )  والتي تجاهلها تماما مجلسنا الموقر والذي يمثل قمة الهرم في السعودية .
ليس بجديد النظرة الحنونة والتي يحنو بها هذا المجلس على الشعوب في أصقاع الأرض من تضميد للجراح أو إغاثة لمنكوب أو متضرر أو مريض ، فبالأمس القريب كان هناك حالة مرضية في المنطقة الشرقية تناشد حقها في العلاج في المستشفيات السعودية ولكن كالعادة لم تجد من يجيبها، وفجأة وفي نفس اليوم يصدر قرار ملكي باستقدام حالة مرضية إيرانية وعلاجها على حساب الملك عبد الله.
وهذا الأسبوع مدن السعودية تغرق من جراء السيول والأمطار السنوية المعتادة، وهؤلاء الوزراء غافلون نائمون عامدون ثم يجتمعون ويقررون مساعدة دولة الفلبين .
يا ترى هل تعلم هذه الزمرة بما يحصل في الأحياء القريبة منهم في مدينة التقدم والحضارة مدينة ( الرياض) ، فقبل ليلة من الاجتماع غرقت شوارعها وتحولت من مدينة صحراوية جافة إلى مدينة تقبع على شاطئ البحر.  
وهناك أيضا مدينة (جدة) التي لم تنسى موتاها وغرقاها، ولم تنسى كذلك القرار الملكي بمحاسبة المقصر والفاسد مهما كان منصبه واسمه، ولكنها قرارات ملكية ورقية لا أكثر ولا أقل فنحن لم نسمع أية محاكمة لمسئول.
لا يخفى على الجميع ما يحصل في المدن الكبيرة فهناك الإعلام والصحافة ولكن أغلب المدن السعودية الصغيرة المظلمة تصيبها الويلات واللعنات ومجلس وزرائنا نائم فوق سريره متغطيا ببطانية فساده. وكأنهم ينتظرون أن يضربنا إعصار الفلبين ليفيقوا. لا نطالب بالمستحيل ولكن نريد أهون الشرور.
كذلك يا رئيس الوزراء سؤالي البريء هو كيف يتم اتخاذ توقيت قراراتكم؟. فمع هذه الفيضانات وهذا الشوارع التي أصبحت مسابح أولمبية ومع مناشدة الجميع في الصحافة والإعلام بالاهتمام والنظر في هذا الفساد المنتشر تخرج لنا هذه القرارات وكأنها عين الأم الحنونة على أطفالها الفلبينيين، متناسية أطفالها السعوديين وكأنهم أبناء البطة السوداء . هذا إن تجاوزنا ( ميانمار) وأن المناشدة كانت للشعب المسلم فيها .
أعط الفلبين المتقدمة عشرة ملايين لمصالحك السياسية الخارجية ولكن أيضا تستطيع منح شعبك عُشر هذا المبلغ لأنك مسئول وراعي لهم .
يا أخي حتى سوريا لم يتطرقوا لها ، ماذا حصل ؟
طرحتُ المشكلة وسأقترح الحل ولو من وجهة نظري فقط ، و الحل هو أن يتم تفعيل ( الواتس أب ) فورا في هواتف رئيس الوزراء ونائبه و نائبه الثاني و أيضا لـ خالد التويجري، فربما قد يلتفت لنا القدر .
 


تفسيرات .




أسير في الدروب
الطرقات مرصوفة
والشوارع منارة
في ساعة قبل المغيب .
وغافياً في حضن الحبيب.

أنا في غرناطة
أم في زهراء الأندلس.
أهمسُ لك:
أنقذيني من الممات
مدي لي كأس الحياة
ناوليني شفتيكِ
جودي على بالرضاب المعسول
أدخلي لسانكِ.
هاأنذا طفل رضيع

استنشق رائحتك
أتلمس بأصابعي كثافة شعرك
أمسح بأصابعي الأربعة من مقدمة رأسك إلى نهاية وجهك الوضاء .
يا لهذه الملامح التي أضحت آلهةً يتعبدُ عندها الجسد .

تتشقلب الساعات
وتمارس الأنثى طقوسها 
ففي قواعدك وبيانك الساحر 
يصبح الفاعل المرفوع
اسما مجرورا
يسبقه خلا وحاشا وعدا وفي على
ثم تزيديني كمداً بلعل و متى .

تهفو الجنان نحوك
ويقتلني قلبي
ترك ضخ الدماء
يرقبك فقط
ينتظر ذكراك ليضخ الحياة.

كتابي من صفحاتك
مخطوط فيها حروف حبك
منقوطة بدموع هجرك .
حتى تشابكت الكلمات

دعي الحياة والجئي لبيتيَ القديم
بسيطٌ دافئ مفروشاً حصير
أو لحضني الصغير

ماذا تريدين مُهجتي ؟
الدفء وقت الشتاء؟
ونسمات العليل في الصيف الحار ؟
أحضان حبٍ تلتقطك ليلاً
وقبلات الأمل تأخذك نهاراً
إن أردت الطيران
سأجود بأكثر مما أجود
لا مال عندي ولا نقود
بل قلبٌ صغير
يفرشُ لك الدنيا حرير.

هلال .






له من اسمه الكثير
معشوقٌ هو وساحرٌ جذاب
منح الملايين العطاء
فمنحوه الحب والوفاء

كالقصر المُنيف
فوق جبلٍ شاهق
لا يصله إلا حرُ الطير
اختار السمو فسمى
وفضَّل العلو فعلى

هو الهلال

نادي العظماء.. وبيت النبلاء

إن أصابك الهوس
وتملكك الجنون
وقبض عليك السحر

فلن تنفعك تلاوات الكهان
ويحتار في أمرك العاقل الذهّان

هوس المؤسسِ ابن سعيد
وجنون المجنون الثنيان
وسحر سامي الفنان
وتراتيل القناص ذو الأشجان

عمالقة فن
جبابرة عطاء

عندما تسمع للحن الهلالي
ويلامس همساً سمعَك
فهو السحر العجيب
وصوت الحبيب

إذا تمايل الأزرق
تمايلت النسمات لتهز أوتار العواطف

وإذا انتصر الأزرق
انتصرت الدموع على الجفون وصاحت بالحب " ويلكم كيف تلعبون"

منذ الأزل
ورنة الوتر الهلالي
تَدخل وجدانك كتموجات الأثير
لتطرد ظلمة النفوس وتُنير القلوب

عزفُ الهلالي
موسيقى ترافق الأرواح
لتشاطرها الأفراح
خنقٌ وقتلٌ للضراء
لتحيى معه كل سراء

عزف الهلالي
معه مجدٌ يقوم
وكأسٌ يُفرح العموم
يُزيحُ الغيوم...ويطردُ الهموم

هنيئاً للأمواج الهادرة والسماء العالية
فلونها نابعٌ من عظمتها.

فمن أجل صديق أوده وأُحبه
كتبت هذا القليل من كثيرٍ يستحقه



تحياتي للهلالي.


بصمةُ عشق .



مدينة بنيناها معاً
لبنة تعلوها لبنة
أحكمنا البناء
وشددنا الوثاق

جعلنا شرفاتها تُطل على بساتين الياسمين
سترناها بأجنحة ملائكية بيضاء
منحناها نبض قلبين
قلب يعشَق
وآخر يُعشق
مع تبادل الأدوار

لا للأنا من وجود
فناء الفاعلِين ألحقتها بأواخر أفعالي.
والمثنى أقوى من الجمع

أحبكِ وما كذبت
ابقي بقربي دائماً
شعارات الوفاء مع صدق العطاء
من أسباب البقاء ، ولو من بعد الفناء

معك زالت الوجودية
وطفت على السطح الأزلية
لا بداية ولا نهاية

عشقُ كالحلقة ملتوي
أتقنتِ صُنعها
و أحكمتِ لفها

هل رأيتِ جمال الدنيا في عيني؟
بل هو ما جدتِ به عليّ
لا تريدين أن تستفيقي؟
ولا أنا
ولكنه ليس بحُلم

فلن تجديِ على ظهر البسيطة أوسع من قلبي لكِ ولا أصدق
فمِنحةُ السماء نبعت من جوفي
وارتوت من ينبوع فؤادك

فأضحت غابةً غناء.


نظرات من كتاب ( المملكة ) .. الجزء الثالث .. الفضائحي .






توقفنا في الحلقة السابقة عند نهاية معارك البترول والنفط العربي ونُكمل هنا أعزائي من قبيل الحرب العالمية الثانية عندما كان (ابن سعود) بدهائه يغازل جميع الأطراف وبحذر شديد مع ابقاء حبال المودة وثيقة مع العرش البريطاني، وهذا في نظري يعود فضله لمن حوله من رجال ومفكرين وساسة، أمثال (جون فيلبي) و (يوسف ياسين) و ( مدحت شيخ الأرض) و (أمين الريحاني). فالسعودية قد أقامت عام (1939) علاقات دبلوماسية مع ألمانيا النازية وكانت رسالة (ابن سعود) قد وصلت لهتلر  الذي يؤكد فيها ( أن هدفنا الرئيسي هو أن نرى علاقات الصداقة الحميمة مع الإمبراطورية الألمانية تتطور إلى أبعد الحدود). وفي بعض الوثائق التي كُشف النقاب عنها بعد نهاية الحرب وتدمير ألمانيا كيف كان (ابن سعود) يلتقي بـالدكتور (فريتس غروبا)، رئيس العمليات الألمانية في الشرق الأوسط ليخبره أنه (يكره الإنجليز من صميم قلبه)، ومع تقدم الحرب قام (ابن سعود) ببعض اللفتات الحكيمة للجانب المنتصر وهكذا أبقى عبد العزيز وبمهارة خياراته مفتوحةً ما بين (1939 ـ 1945) كما كان يفعل في الأيام الخوالي عند مغازلته للأتراك والإنجليز في بدايات سعيه لضم الجزيرة العربية، فخشبة المسرح واحدة ولكن أبطال المسرح هم من يتغيرون. وهذا ما جعل (ونستون تشرتشل) والحرب العالمية الثانية توشك على الانتهاء يمتدح ولاء (ابن سعود) الصادق والراسخ لبريطانيا وحلفائها إبان سنوات الحرب ضد هتلر.

 مذكرة أمريكية في شهر ديسمبر عام (1942) تقول :((إننا نؤمنُ وبعمق بأنه يجب النظر في مسألة تنمية الموارد البترولية السعودية في ضوء الصالح الوطني الأمريكي العام)) وهذا جعل (روزفلت) يأمر وحسب نظام (الإعارة والتأجير) بمبلغ (33 مليون دولار) للمملكة السعودية، وبدا واضحا وجلياً أن الأمريكان يريدون تعويض ما فاتهم من وقت، و ( ابن سعود) لا يرفض المال أبداً.

وعلى هذا وبناء على طلب الأمريكيين باتخاذ كافة السرية أمر (ابن سعود) حاشيته بالاستعداد للسفر من جدة إلى مكة المكرمة في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم 12 فبراير( 1945) وعندما أصبح الجميع في سياراتهم أمر السائقين بالتوجه إلى الميناء بدلا من مكة المكرمة. واستقل هناك قوارب كانت في انتظاره إلى المدمرة الأمريكية (ميرفي) والتي غادرت جدة في الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر، مخلفاً وراءه إشاعات مسعورة مفادها أن الملك قد تنازل عن العرش وأنه قد اختطف.
 وبمعية (100) من الخراف توجه (ابن سعود) لمقابلة الرئيس الأمريكي (رزوفلت) على ظهر المدمرة الأمريكية في البحيرات المرة وكان روزفلت يعتقد بأن بريطانيا قد أساءت معالجة مشكلة (اليهود و فلسطين) كما أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة جعل من مسألة الوطن القومي اليهودي في فلسطين قضية سياسية كبرى.  كما ذكر (روزفلت) ما تعرض له اليهود من الاعتداءات و الإهانات من الألمان وما تعرضوا له من قمع وتعذيب وقتل جماعي. فقال (ابن سعود) وبمنظور البدوي الحكيم  ((أعطهم أحسن أراضي وبيوت الألمان الذين قاموا باضطهادهم)) وبعد ثلاثة أيام من هذا الاجتماع وفي أحد فنادق القاهرة كان هناك (ابن سعود) و ( تشرتشل ) رئيس وزراء بريطانيا يتحدثان في نفس الموضوع ولكن (ابن سعود) لم يحب (تشرشل) لأنه كان يشرب الخمر ويدخن أمامه. كما أنه وفي نهاية لقائه أهداه (تشرشل) علبة عطر ثمنها (100) دولار وهذا من الأمور التي ندم عليها (تشرشل) كما ذكر في مذكراته.
ومن بعض المشاهدات الطريفة التي كان يقوم بها مرافقو (ابن سعود) على ظهر المدمرة الأمريكية أنهم رفضوا النوم في غرفِ النوم الفاخرة واكتفوا بالتمدد على ظهر السفينة وكيف أن أبناء (ابن سعود) ( محمد و منصور ) انسلوا خلسة من أبيهم لمشاهدة فيلم غرامي كان يعرض للترفية في غرفة البحارة .

وجاءت سنة ( 1948) وجاءت النكبة, وجاءت الإهانة، وجاءت المذلة، وأعلن عن قيام دولة إسرائيل مع طلب العراق آنذاك بقطع البترول نهائيا عن أمريكا فرد عليهم (ابن سعود) بقوله: ( أعطني ثلاثين مليون دولارا، وسأنظم إليك فورا ) وفيها دلالة واضحة على الخزي والخذلان والتفكك العربي وحب المنصب والمصلحة الشخصية.ومازالت القضية إلى يومنا هذا مطروحة للتداول.

في ليلة من الليالي الحمراء في مدينة جدة، وبعد احتساء الكثير من كؤوس الخمر ومع تمايل الراقصات الشقراوات و في منزل نائب القنصل البريطاني (سيريل أوسمان) خرج ( مشاري بن عبد العزيز) ثم عاد بعد مدة وجيزة ليقتل نائب القنصل إثر إهانة تعرض لها. وعلى إثر هذا الحادث تم تحريم استيراد الكحول نهائيا وكان هذا عام (1952).

قال تقرير أمريكي كئيب النبرة إنه يمكن وصف الحسابات والمراقبة المالية السعودية على أنها ((مشوشة)) وأن النظام الضريبي ((غير صالح)) وأن مسك الدفاتر كان ((متخلفاً جدا وغير فعال))، ومن أجل هذا وقع الإفلاس في الخزينة السعودية عام (1953) وذلك مع زيادة عائدات السعودية النفطية، ولكنها سوء الإدارة المالية بل لعدم وجود وزارة المالية أصلا، حيث أن الملك عبد العزيز كان يقول ( المال ليس للخزن بل للبذل فقط).

توفي الأب (ابن سعود) عام( 1952) وجاء الابن سعود الذي كان غارقا في ملذاته وشهواته وكيف استطاع بعثرة ما بقي من ميزانية الدولة حتى أن الخزينة عام ( 1958) لم يكن فيها إلا ( 317 ريال ) فقط, وهذا الرقم لن ينساه أحد من الاقتصاديين السعوديين وحتى أعضاء الأسرة الحاكمة. ولكن بفضل الله ثم بحكمة الداهية (فيصل) الذي استطاع وخلال تسعة أشهر فقط من إعادتها إلى ( 60 مليون ريال ).

لم يغفل المؤلف أيضا عن الرشاوي التي دُفعت عام (1958) لتخريب العلاقات المصرية السورية والوحدة العربية التي ينادي بها (عبدالناصر) والتي ظهر فيها الملك سعود كالأحمق أمام العالم .
عُزل سعود نهائياً وبناء على فتوى دينية عام (1964) وتوج فيصل ملكاً محاربا ومناضلا عمل بإخلاص للحفاظ على أمته وشعبه ومُلكه، في زمن كثرت فيه الأزمات والاختناقات، الداخلية منها والخارجية، فحرب اليمن مع (عبدالناصر) قائمة والديون مرهقة ولم يجد بجانبه معين من أخوته الذين يصغرونه، فسعود يكيل له المؤامرات من أجل استرداد ملكه وليست قصة الطائرات الـ (23) والتي اشتراها (سعود) وخبأها في البرتغال للقيام بانقلاب على أخيه فيصل بغائبة عن أحد. وأيضا أخاه محمد (أبو شرين) والذي رفض ولاية العهد وقال ((أنا لا أصلح أن أكون ملكا إذ أني لا أطيق التقيّد بما يقوله لي الوزراء والمستشارون والسكرتارية، فأنا رجل بسيط، إنهم سيضحكون علي)) ثم وافق خالد الذي يصغره أيضا والبالغ من العمر (53) سنة غير أن قبوله كان مشروطا بأن يُمنح ما يكفيه من الوقت بعيدا عن السياسة ينصرف فيه إلى خيوله وصقوره وباديته.

وقعت حرب أكتوبر (1973) وفيها استُخدم سلاح النفط، وفيها أيضا تجلى التضامن العربي السعودي المصري، ففيصل كان قد منح (أنور السادات) نصف مليار دولار لمشتريات الأسلحة ونصف مليار للمدفوعات بالإضافة إلى الإعانة السنوية ( 250 مليون دولار) ونتذكر دائما مقولة الملك فيصل للمصريين آنذاك ( إن ما نقدمه من مال ليس صدقة، فالمال اقل بكثير مما تقدمونه من دماء وشهداء ).
عندما نقرأ في المعارك السياسة التي حدثت في تلك المرحلة الحرجة من عمر الأمة الإسلامية يأخذنا العجب العجاب، وكيف كان التحدي العربي الأمريكي الإسرائيلي الروسي ، وكيف أن أمريكا كانت تمارس سياستها ضد العرب وضد الإسرائيليين كذلك، حيث أنها كانت تريد كبح جماح الغرور الإسرائيلي وخاصة بعد نشوة انتصار (1967) والتقليل من الإهانة التي كان يشعر بها العرب.
 وهذا من منطلق تساوي القوى في المنطقة، بالإضافة للشد والجذب وممارسة الخداع ونصب الكمائن وإعلان الملك فيصل الجهاد وإيقاف النفط وهذا الأمر الذي جعل كل العالم يعيد النظر ويعلم أن هناك سلاح رادع يوجد في قلب الصحراء، ومع أن أمريكا لم تتأثر كثيرا وخاصة في بداية الحظر حيث أن ما يشكله النفط المحظور كان (4%) من استهلاك أمريكا من الطاقة. ولا يقارن التأثر الأمريكي ببقية دول العالم مثل روسيا والصين واليابان وأيضا دول أوروبا والتي عانت الأمرين من جراء هذا  الحظر.

رُفع الحظر النفطي بعد أن عادت سيناء للمصريين وتعهدت أمريكا للسعودية ببيعها الدبابات والطائرات الحديثة والسفن الحربية مع تناسي أمر فلسطين تماما.

قُتل فيصل يوم الثلاثاء ( 25 مارس 1975)  على يد فيصل بن مساعد ( ابن أخيه ) والذي كان قد قبض عليه حاملا بعض المخدرات في (كلورادو) وأيضا قُبض عليه أكثر من مرة في شجارات في بعض البارات والحانات الأمريكية، فقام الملك فيصل بالأمر بإبقائه داخل السعودية لأنه شوه سمعة العائلة الحاكمة.

وصل المؤلف إلى نهاية الكتاب ذاكرا الكثير من الأمور المثيرة للجدل في ذلك الوقت مثل: ثروة تاجر السلاح (عدنان خاشقجي) التي جاءت من العقود الحكومية مع وزارة الدفاع السعودية. فبعد أن يُسلم (خاشقجي) السلاح لعصابات الملكيين اليمنيين - والتي هي أسلحة بريطانية زودت بمساعدة سرية من الحكومة البريطانية - يذهب إلى الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، ليسلمه ما تبقى من المبلغ. فيسأله الأمير سلطان: ((وماذا عن مصروفاتك؟ ألن تأخذ أي ربح؟)). فيرد المُحنك عدنان و الذي لم يكن قد بلغ الثلاثين بعد: ((لقد فعلت ذلك من أجل مليكي،ولا أريد ربحا. وللعلم فمجموعة الخاشقجي عندما أُلف الكتاب عام (1981) كانت تبلغ خمسين شركة.
ثم تناول المؤلف أيضا فيلم (موت أميرة) والذي تناول حياة (مشاعل حفيدة الأمير محمد بن عبد العزيز ) وعشيقها (خالد مهلهل) و مجمل قصة الأميرة واضحاً فالأميرة مشاعل، ابنة أحد أبناء الأمير محمد (أبو شرين) الأقل شهرة،والتي زُوجت في عمر مبكر لقريب لها متقدم في العمر لم يبدِ اهتماما بها، فاتجهت لتعزية نفسها إلى عشيقها الشاب وتمتعت معه بعلاقة غرامية ولأن ذيوع قصتها فضيحة للعائلة. فقد حاول العشيقان الهرب، فقبض عليهما وأنزل فيها حكم القصاص عام (1977) وعلى إثره تم طرد السفير البريطاني من الرياض.

وقبل النهاية أذكر أنه وفي أحد أيام أغسطس (1979) وتحديدا في مدينة جنيف، إذ لاحظ مدراء العملات الأجنبية في البنوك السويسرية أن هناك تحركات غريبة وضخمة جدا في سوق  العملات الدولية. هل تدخلت حكومة في السوق؟ هل قامت دولة جديدة؟ إن حجم التدخل كبير جدا وضخم بما يكفي. فبدأت الاتصالات بين المدراء الأوروبيون ومع هذا فقد وقف الجميع حائرون في أمر هذه المسألة! ولم تتضح الحقيقة إلا بعد مرور بضعة أيام، فلقد قرر صراف نقود بسيط في سوق الرياض وضع جزء بسيط من نقوده الفائضة عن حاجته في سوق العملات الدولة، وعلموا فيما بعد أنه يُعرف بـ(سليمان الراجحي).

في العام (1981) كان (عبد العزيز القريشي) محافظ النقد السعودي مسؤولا عن (مائة ألف مليون دولار سنوياً) أي واحداً وبجانبه (11) صفرا. ولم يجد أبداً سبيلا لإنفاقها، ولاحظ كلمة سنوياً.
وفي النهاية ذكر المؤلف بأن المملكة تمتلك (45) حقلا نفطيا ولم يستخدم منها إلا (15) حقلا فقط .


تم بحمد الله.