خطبة جاميِّ .






الحمد لله منزل السعود، خالق (النعيمي) موجود (النجود)، والشكر له صاحب الفضل والجود ، ماحقُ الظالم مُهلك الحسود :

أما بعد فيا أيها الناس:

فالدنيا قد أدبرت، والآخرة قد أقبلت، فالسباق السباق وأنتم في ساعات رخاء وعلى موائد هناء. فمن أخلص لسلطانه وحاكِم بلادِه فقد طاب عملُه ولم يضره أملُه ، ومن أسلمَ خِطامَه لغير ملِكه فباطلٌ ما صنع، وسحقاً لما فعل. ألا فاعملوا لحُكامكم في الرغبة والرهبة ، وفي الفرحة و الترحة ، فلولاهم ما وُجِدتم و برحمتهم ما كُنتم.
مالي أراكم ترومون ولا تُطيعون، وتطلبون ولا تركعون، وترتجون ولا تنقادون. وكأنكم تجهلون أن السلطان قد أٌوتي الحكمة وفصلَ الخطاب .

ألا وإنه لا وجودَ لحقٍ من غير طاعةٍ عمياء، ومن لم يستقم ويُغمض ويصُم وإلا فالنارُ أولى به .

عِباد السلطان:
أصدقُ الحديث أمرٌ ملكي ، وأوثق العُرى كلمة (وزير)، وخيرُ المِلل مِلة سلطان، وأحسن السنن سنة ولي الأمر، وشر الأمور ( صحوتها ) وخير الأمور (علمانيتها)، ما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى .
أموالكم في خِزانة ، وأعراضكم في أمانة.

ألا وإن من أهل بيت السلطان من علمَ اللهُ بعلمِه، صغيره وكبيره فتتبعوا أثره تهتدوا، واسلكوا طريقه تنجوا، معهم رايات الحق، فمن تبعهم لَحِق، ومن تأخر عنهم غَرِق، بِهم فتحٌ ، وبهم ختمٌ.

اخدموهم في دورهم، والعقوا أحذيتهم، وتوبوا على ما يريدون ، واتركوا الباطل وما كنتم تدَّعون، فإنهم ورثوا الأرض والعباد. فعندما يتلجلج في صدرك أمرٌ فرده لولي الأمر أو حاجبه ، فعنده الأمان وعليه التكلان . اعرفوا أمثالهم وبطولاتهم وقِيسوا الأمور عند ذلك ثم اعمدوا لحبهم والتبرك بأبوالهم.

أقول قولي هذا واستغفروا الله العظيم ، وأحمده على إرساله ولِينا المبين.