صَفُّ البَعْثَرة







كن المظلوم ولا تكن الظالم
حروفٌ تتراصف على لوحات النظر
لونُها من نزيف الروحِ
يقطعُ سكينُها الجوف
فيضطرمُ الفؤادُ ويهوي
وتهوي معه التيجانُ والعروش

في غاباتِ الواقعِ الأسود
تزدحمُ مناكبُ نيرانَ الكُرهِ
حتى يكفُرَ القمرُ بالنور
ويمارسَ الكونُ معتقدات الجحودِ

في غاباتِ الواقعِ الأسود
تُمطرُ السماءُ بجثث البُغض
على قبورٍ ملْأى بالدمِ الفاسد
ترتشفُ منها الأرض وتَرْوَّى
ويَنبُت البغض ذاته من جديد

في غابات الواقع الأسود
الحقولُ مزدحمة بأوراقِ وردٍ مسموم
اللون يبدو والحقيقة تَخفى
كقاتلٍ مأجورٍ وضاء الوجه
يدسُ سيفه تحت معطفه

في غابات الواقع الأسود
كُسرت أجنحة الطائرات
تهدَّمت جسور الأنهار
ووقفَ الكون على شنقِ الحب

أوراق الصفصافِ ذَبَلت سأما
ثم سئِم الذبولُ فتلاشى
حقائقُ الحقِ العدم
وزيفُ الخدْعِ الوجود 

يا ساحق الجبابرة العِظام
ومحيي الصُلب والعِظام
اهد تائه الصحاري القفار
لبرٍ تنقطع إليه الدروب والأسفار

يا كاشف الهم اكشفْ
يا جالب الخير اجلبْ
يا قاهر الضنك اقهرْ
يا مُبدل يا مُغير

انبتْ لنا شماريخَ واقعٍ أبيض