نهاية عزيز.






القمر يُزيحُ السحاب بيديه كيتيمةٍ  تتبدى خجلا من خلفِ ستار، ، ليظهَر من بين فُرَجِ الغمام، حزينا شاحبا لذهابِ عزٍ وجلاء مُلك. يُرسلُ تعازيهُ أشعةً متكسرة يواسي بها أنين الأرض ويمسح دموع الأشجار والأحجار.
تلك الأرضُ التي تزينت عشرات السنين بأطواق النعيم وتراقصت أعطافها طرباً تحت مُزن أنوار العلم والحضارة واليُسر والرخاء. هي إشبيلية الفاتنة الغانية، استغنت بأنهارها وحدائقها ومُعتمدها واعتمادها عن حُلي الأرض وزينة السماء. مُعتمدها هذا زادها بهاءً ومَلاحة وزيَّنها بسرير حكمٍ ودواوين علم، فكان هو الشاعر العالم، الأديب الفحل، العاشق المتيم.
أحلَّ جوهرته (اعتماد) في قلبه، وحلّت اعتماد بِاسمها في شعره، فرفلا في رخاء الدنيا وحدائق العشق، وعاشا شبابهما ومجدهما متيمان بالحب وطائران فوق كل قصص الغرام والهُيام، حتى غارت منهما كل عاشقة وتحسَّر على حظه كل عاشق.
ارتجت عليهما زلازل الأيام، فأبت إلا أن يجودا بعشقهما على أرض أخرى، فإشبيلية ارتشفت منهما ما أرواها. ساقتهما أقدارهما عن أنهار الأندلس إلى سِجنِ (أغمات)، ومن أُنسِ الثغر الساحر إلى ألمِ تجاعيد الخدود، ومن السير على طينِ المسك والكافور إلى جرداء مراكش ليلها سموم ونهارها جحيم. أُسرج المعتمد وقلبه على خيولِ المرابطين وأمسكا بلجام الهزيمة فبكتهما الجِنان والجبال، وتبدد حُسنُ إشبيلية كما يتبدد الندى في وهج الشمس، وسألت أزهارُها أشجارَها من لنا بعد أن مالت نجوم الليل؟ احتضنه سجن أغمات جميلا كالقطن، حلوا كالأمل، نقيا كالثلج، فسلبته زوجتَه ويتمت بُنياته ثم أردته هو الآخر قبرا نُقشَ عليه:

 قبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي
                  
حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشلاء ابن عَبّادِ.

عدسةٌ مُكبرة







في ذلك الجو المشحون بشحنات البرق وهزيم الرعد وزعزعة الخَريق، كانت (هديل) الطفلة البريئة لم تكمل عامها الثامن، عينان براقتان كسرهما الزمن، خدان متوردان جثى عليهما طائر الأوساخ، الأنف تسيل سيولُه، الثياب مرقعة. مُحتبِئة عند باب المسجد لعلها تجد من يسد جوعها أو يطفئ لهيب عطشها.
جلست متكورة وذقنها على ركبتيها وكأن جزيرة العرب بأوديتها وينابيعها وروضاتها ونخيلها ربضت كلها فوق كتفيها شاحَّة بأقل فضلَة عيشٍ للمسكينة.
قُتل أبوها وحُرِّمَ الخروجُ على أُمها قسرا اتقاء الشبهات، فأصبح البيت بلا أبواب والصنابير من غير حنفية، والقناديل من دون زيت.
لا أمَرَّ من عيش الجوع تحت عناقيد العنب البعيدة، ولا أقسى من جفاف الحلق عند مجرى الأنهار العذبة.
أصبحت (هديل) الوردة النظِرة التي نثر بذرتها جاهلٌ في تربةٍ عقيمة، فلا الجاهل أمسكها ولا التربة رَبَّتها. هي المشؤومة التي أصبحت عنوانا لفساد المجتمع وبُخل الغني بل سطوراَ من البلاغة في وصف تملُّق أهل المعروف، وتبيانا لمجاري الصرف النتنة لرؤوس الأموال.
أصبحت عنوانا لكذبةِ مصلحة الزكاةِ وخدعةَ كفالة الأيتام ولجان الرعاية والشؤون الاجتماعية. أصحبت (هديل) هيكلا تعليميا يشرحُ للبشر كيف تم تفسير (إنما الصدقات للفقراء...) وكيف تم تطبيقها على الواقع الذي حرَمها من لقمةِ الكفاف وأسبلَ على غيرها دُثر الغِنى.
هي إطارٌ أبيض يُبين سواد الصورة وشُؤم المنظر الحقيقي لصورةٍ رسمها مُرائي بريشة العطفِ والدين.
لم يقسُ على (هديل) أكثر من أنها تعلم أن شبكات الري التي تسقي مزارع الأغنياء خارج بلدتها كانت تجرُّ مياهها من تحت قدميها الحافيتين. ولكنها آلت على نفسها إلا أن تكون المجهر الذي يُخبرُ العالم بوجود الميكروبات الضئيلة التي تختفي عن الأعين لتجد المتسع لتنهش جسد المجتمع، لعل أحدا يأتي بمُبيدٍ حشري ويقضي عليها.


كيف أصبحت أديباً؟






إليَّ عزيزي القارئ ولا ترتعب، وادنُ مني بلا وَهَلِ، فلستَ بالفراشة ولستُ من النارِ، بل قطرٌ على قطرٍ، وزُلال باردٌ سلسبيل، وسماءٌ مزينةٌ بالقناديل، فاجْهَد جَهْدَك معي كُله، فهنا نصائح كتاجِ المُلك، على جبينٍ من ذهب، وحروفٌ لن تجدها إلا عندي وسبعة من البشر، أنا منهم وهم ليسوا مني، فسبحان الواهب المنان، يُقسمُ فلا يُسأل، ويَرزقُ من غير حساب. أما بعد: فقد طالعتُ سؤالا وصلني مفاده كيف أصبحتُ أديباً؟ في رسالةٍ بليغة موجزة، جمعتْ الجزالةَ والرصانةَ في زِقٍ من السلامةِ والنصاعة، فالجواب هنا سمعا وطاعة، والنصح عندي في محضر الجماعة، لا في خلوةٍ أو مناعة، فأنا شمعةٌ ومنارة، وذو علمٍ ومهارة، لم تسطع الشمس على مثلي، في قبائل سلامان ولا عند أثْلِي.
فاعلم يا صاحبي أنني جاهل جهلا مُركبا، لا أُفرقُ بين رأس الخروف وكراع الشاة، ولكن كُنتُ ممثلا بارعاً، والناس كانت تحت وطأةِ جهل ثقافي وليل أدبي مُظلم، فأضحت الساحة خالية لي ولأمثالي من الأقزام. فحملتُ في جيبي قلما، فمظهري مظهر صاحب أدبٍ ومُحبرُ ورق.
في (تويتر) أُغردُ صباحاً بصورة القهوة، وعصراً اسرقُ أبيات (المعري)، وفي المساء اذكر رواية (البؤساء)، ثم أقذف بغضبي على (لورانس) وفُحشه في (عشيق الليدي شاترلي)، ثم اختم سهرتي وكأني (ابن زيدون) لولادة، أو (ابن عباد) للرميكية، اعملت النسخ واللصق حتى سئما منى، فأنا لا أعرف من هؤلاء، ولا في أي كوكب سكنوا، فقط حفظتُ كيف أكتب أسماءهم.
جعلتُ صورتي في مواقع التواصل وأنا أحتضنُ (جواهر الأدب) و (بيان) الجاحظ ، فالصورة غطت على جهلي وحُمقي. أما في المجالس فأتحدث عن الأماكن والرحلات ثم أعقبها بأنه قد ذكر ذلك (ابن خُرَداذبه) في كتابه، فتنبهر العامة من صعوبة الاسم ولم يسأل أحد عن حديثي، ولكني أَعطيت انطباعا عميقا بكثرة أدبي وغزارة منطقي المُزيف. أكثرت من ذكر أدونيس، ونازك الملائكة، حتى ولو لم أقرأ لهم، فأيضا لن يسألني أحد.
خلعتُ عباءة الخوف وتسلحت بالكذب، فكتبت في ملاحظات (جوالي) باستخدام خاصية الإملاء التلقائي فانثالت الكلمات أمامي بلا معنى ولا ترتيب، فنُسبتُ بعدها لأصحاب الرمزية العميقة والسر الكامن في (كرش) الكاتب، وفُتحت لي الصفحات البيضاء، وتكالبت عليّ الفتيات والنساء. حفظت كلمات مثل (لا يروقني هذا)، (لا عجب في ذلك)، (حريٌ بك)، (أُهيطل)، (الصيف ضيعتِ اللبن) فأذكرها عند تناول الطعام و عند دخول الخلاء.
أزور معارض الكتاب والتقطُ (سيلفي) مع صحفي أراه، ابحثُ عن مذيع وأصافحه وأقوم بـ(صورني وأنا مدري)، أحمل الكتب أمام الكاميرا كالحمار ثم أضعها وأخرج، لم أنسَ أن أُعرِف عن نفسي في الفيس بوك بأن لي كتابان تحت الطبع وأن الرقابة عرقلت طباعتهما. أحملُ ملحقا لصحيفة ثقافية أنَّا ذهبت واقرنُ معه ديوان شعر كنتُ قد ابتعته منذ سنين، ولازلت أجهل صاحبه.
لا أفقه في العربية الفصحى شيئا فحفظت بيتا واحدا فقط من إحدى المعلقات فتراني في كل مجلسٍ انسبه إلى شاعر فمرة يكون للطرفة ومرة لِزُهير، بل إذا نسيت أسماءهم نسبته للعشماوي أو حافظ ابراهيم.

أعملتُ فأسي في حطبِ الكثير من الأدباء، فأغلو في العيب وأَقتصد في الثناء. وهكذا عزيزي  أصبحتُ أديبا أريبا أُذكرُ نظيرا للحريري والهمذاني والطنطاوي. فخُذ هذه الوصفة عني لترقص رقصةً مُشرفةً على مسرح الجهل وأمام جماهير ابتليت بالعمى والصمم، وكن حياً بكذبك، راسخا بهذرك، خالداً بحشوك، تغنى بكلمات الشك، وعَبِّر بحروف الاعتراض على المنهج الرباني، واجعل أدبك يخرج من بطنك لا من قلبك، وستأكل بقلمك وتشرب ما لم يدركه غيرك.

كلمات إلى لينة القحطاني





المثال الناصع لشرف الفتاة المسلمة، ونقاء الثلج عندما يتجسد في جسد امرأة، جسدُ امرأة ضمت بين صدريها مبادئها الراسخة وعقيدتها القوية المتجذرة في جوف الأرض والمستمَدة من سراجٍ اسلامي واضح لا من تقاليد وعادات اجتماعية فقط، فكانت كالجبل الراسخ والطود العظيم أمام هبوب الرياح الهوجاء والأعاصير المدمرة.
شامخةٌ أنفةٌ شريفة، أصابت بنجاحها أدعياء مناصرة المرأة في مقتل، فهدمت أركانهم وزلزلت الأرض من تحت أقدامهم، جعلتهم يتمايلون ويتلاومون، ألقت عليهم بخطابٍ مِلؤه العزة والكرامة وكانت كلماتها كالسهم المسموم لكل فكرٍ شهواني وهي تقول (حجابي لم يكن حجر عثرة).
نالت جائزة عربية قديرة، وما هذا بمستغرب عن أنثى تعتز بأنوثتها الحقة ودينها القويم، فهي تمثل عقدا متلألئاً يضم بين جنباته " عزيزة عثمانه" و " الحاجة زهرة " و "جميلة بو حريد " و " عائشة التيمورية" وغيرهن الكثير، وما هو بغريب، بل الغريب أن كُل جرذان الليل وصراصير المجاري من حاملي رايات "حقوق المرأة" لجؤوا إلى جحورهم وكأن "لينة" ليست في تصنيفهم "أنثى". وما ذاك إلا لأن هذا الفوز لهذه الفتاة المتحجبة لهو قاصمة الظهر لهم وفاقئ الأعين، فقد أبان للعالم عن مفهومهم الخبيث وعن دعاويهم الباطلة لحقوق المرأة.
رأيناهم يُهشتِقون وينعقون بكل حناجرهم عندما برزت أسماء مثل : "سمر المقرن" أو "سمر بدوي" في المباركة الغربية لإنجازاتهن الوضيعة، فقد كانت أعينهم متصلبة أمام شاشات التلفاز وأقلامهم تبارك وتهنئ. ولكن هو المثل القائل "وافق شن طبقة" .
تابعتُ ردود الفعل على تويتر بما أنه الواجهة الأكثر صدى حالياً لأي ظاهرة اجتماعية فما وجدت لهم أثرا ولا حرفا ولا وشماً، فهي الكراهية والحقد الدفين لأي منجز نسائي اسلامي حق.
هنا كلمتان لا أكثر، أما الأولى فهي للإعلام المحافظ النقي فدوره عظيم لإبراز هذه الظاهرة المشرفة والأخذ بيدها فالنفس البشرية في فطرتها تبحث عن الثناء وما في هذا من نقص، فهي فطرة أودعها الله داخلنا ويجب أن تأخذ حقها. لا تتركوا ذاك القطيع من الذئاب ينال منها ومن أمثالها أو حتى ليصور ما حققته تصويرا مشوها، أخبروا كل ناجح يعتز بقيمه وعقيدته عن مكانته الحقة بيننا وصدى نجاحه في صفوف المجتمع، صبوا عليه الدعم والنصح صباً، ليكون قدوة لمن يأتي بعده.
أما الكلمة الأخرى فهي لفتياتنا وبناتنا، اغسلوا أيديكن وأزيحوا غطاء الضبابية من أمام أعينكن، فما كان الدين وتعاليم الشرع والحفاظ على الشرف بعقبة أمام النجاح، بل هو السراج المُنير والهادي البصير والآخذ بالأيدِ إلى بر الأمان والصعود إلى قمة العزة والشرف، فلعلكن تفعلن ما عجز الرجال عن فعله.

لينة القحطاني: ها أنتِ تزاحمين بمنكبيك الكواكب، فابعثي من نورك أشعة قوية تُبخرُ عنا فضائح الأخريات. وفقك الله بنت الإسلام.. 


حروف كأنها انتقام




في سرابِ الخيالِ مكنتِ.
اختيار الوهمِ من الحقيقة.
أبحرتِ إلي على مراكب الوصل، عطشى لشِربَة،
سأمنحك..
ولكن الموت،
سأمنحكِ الفناء،
هو القيمة الحقة لبضاعة كانت مزجاة،
،
ما العشق في سراديب الظلام بذي شمعة،
وما الحبُ وسط أكوامِ الغُبارِ بمُستطاع،
،
تتقلب صفحات الأيامِ برائحةِ  الماضي،
يصيحُ ديكُ القومِ فنُغلق الآذان،
تهتزُ نخيل الواحة طرباً وحزنا أحياناً،
هي قطيعُ الأرواحِ تحملُها صفائحُ اللهب،
بل خنادقُ الحياة من تحت طبقات الاحتجاج،
هي مقاعد البرلمان المستبد الضاحك،
،
سأسأل اللحظة،
أيا لحظةٌ
أأدمنتِ اللقاء، أم اعتدتِ الدفء والوفاء؟
هل اشتقتِ لذاك اللسان الرطب، والشفاه المتوردة؟
لا تتنكري لقلبٍ مسلوب الإرادة.
هل تذكرين لحظة العناق، لحظة الاحتضان، لحظة الولادة؟
هي صورة زاهية أمام عيني، رغم عجاج الزمن،
،
ما زلتِ في الصورة بغطائك الأخضر، وعيونك الوجلة، وقلبك النابض، وأصابعك المرتعشة،
ما زلتُ أنا بحبي المتقد، بلهفتي النارية، بسرعتي إليك، بخوفي من القادم،
،
عام أعقبه سنة،
سنة أعقبتها سنين،
مالِ هذا الحنين،
مالِ هذا الحزين،
اغربي يا مناجاة الأمس، وهمس اليوم، وبكاء الغد،
اغربي يا هجير الشمس، وظلمة الليل، وسناء القمر،
بل تعالي - ليتني - أمنحك الدمار،
،
استبحر قلبي بعِظم البلاء، وأضحى كالحطباء، وسيبقى خرابا يأوي إليه
البوم
والألم المحتوم
والطيش المَلُوم.

،، 

بداية نهضة .





بداية نهضة

إذا كانت السفينة تجتسرُ البحرَ من دونِ وضوح للرؤية فمصيرها الهلاك، والطائرة مع علو ارتفاعها إن كانت بلا خط مرسوم فارتطامها بالجبل أقرب من وصولها سالمة، ونحن البشر كذلك، فأكبر مشكلاتنا المعاصرة وخاصة الفكرية منها تندرج تحت عدم وضوح الرؤية والتباس المصطلح وغموض المعنى. تركنا لؤلؤ الأعماق واكتفينا بطحالب السطح، وامتهنّا بكل جدارة عمل الببغاء لنطوي خلف شفاهنا لسان الترديد والتكرار فقط.
نفتقر الرؤية الواضحة لما تعنيه الكلمات ونتكاسل في تتبع مسارات المصطلحات فلا نعي ما المقصود وما تؤول إليه النهاية. فكلمات مثل: الحق والصدق أو الجمال والإبداع أو العدل والمساواة فهي متداولة بيننا ولكنها مجرد أحرفٍ تلوكها ألسنتنا في مجالسنا الفقيرة فتنعدم معانيها الحقيقية في عقولنا ثم تظهر الصورة مشوهةٌ لا معالم لها ولا ألوان. اكتفينا بالمعنى الفعلي وحده بلا إدراكٍ بالحواس أو مشاركة بالبصيرة النافذة الناقدة، فلا فرق في معتقداتنا بين نشر العدل أو تحقيق المساواة أو هذا جميل وذاك إبداع، وقس على هذا بقية المصطلحات ابتداء من
قمة الهرم السياسي في تعبيراته وحتى حديث الأب مع أبنائه، فالسياسي يتحدث عن الارستقراطية وهو لا يدركها والبسيط منا يَنصح بتناول الأفوكادو وهو لم يَرَها.

ولنكون قادرين على مواجهة هذا السيل الزاعب من الحضارة المتسارعة ونُعلي من جنبات بيتنا الثقافي فيجب بناء سورٍ من الفكر الواضح في كافة المجالات، أفرادا وجماعات، ولا يتأتى هذا الوضوح والجلاء إلا بالبحث عن الحقيقة في عقول المفكرين والسهر مع كُتبِ المثقفين تحت أضواءٍ من الفكر الناقد والعقل المُقارِن.