نهار كأيب
وصبح ينذر بالشرور
لا السماء هي السماء
ولا الأرض هي الأرض
أعاصير هوجاء
زلازل مدمرة
حمم من لب الأرض
وشهب من سقف السماء
خطفوك من بين يدي
وحملوك على أيديهم
لمصير مجهول إختاره الله لك
وأنا أرى وأرقب
لا لساني نطق ولا قدماي حملتاني
أشرت إليهم
كمن يقول
(بالهون بالهون)
أنزلوه ولكن بلطف
لا بأس أهيلوا عليه التراب
ولكن بهدوء ... بهدوء
فلو كان الموت يُخيِّر
لإستبدلتك بإحدى بنتي
ياذا الوجه النير
والخلق الرفيع
يا أطيب الطيبون
ياواسع الصدر
يا حنون
ياعطوف
يا من لا يعرف كلمة ( لا )
رحماك يا ربي
فماذا بقي في جعبتك يازمن
فما بعده هين ورب الكعبة
مارست قسوتك وجبروتك وعنفوانك
على قلب متهالك حزين
أضعفته السنين
ومالت به ريح القدر العاتية
وعلى فؤاد تثور براكينه ألماً وحسرة .
ما أحقرك يا دنيا
وما أحقرني
كيف أعود من دونه؟
بيته ينوح
مكانه يبكي
فراشه يأن
وأنا أموت
أهلتُ عليه التراب وتركته
هكذا بكل بساطه
في النظرة الأخيرة
رأيت ضحكاته وبسماته
وسروره وانبساطه
وتذكرت
آلامه وأحزانه
وطموحه وأهدافه
ونصحه وإرشاداته
وسمعت حروفه وكلماته
رحماك يا ربي بأخي
فلن أمنع عينيَّ الدمع
مادام هناك نفس يزفر ويشهق
ولن أمنع لساني الدعاء
مادام هناك رب يرحم ويغفر