لوحة الرحمة .




زرقاء جميلة وضاءة،

وريشة فنان أكثر إبداعاً.

تُصبغ اللوحة بالأبيض.

كيفما شاء

يرسمُ الشكل ويمحوه.

تأتي بيضاء من اليمين.

لتتزاحم مع بيضاء من اليسار.

تتصارعان مع تلاحم,

كإبل ترد المورد.

ثم يرسم الشكل ويمحوه.

تأتي ثالثة.

تهتز وتتراقص.

تداعب قرص الشمس.

تحجب قرص الشمس.

تُرسمُ جبالٌ وأشجار وحيوانات وأسماء.

أره مخيلتك وارفق بها.

أطلقها على جناح يمامة

يأتيك الإبداعُ ذاعناً.

تسمع سياط السوًّاقِ

تومضُ اللوحة .

يهتزُ قلبُ مزارع مسكين .

نَشَلَ كفيه من الحرثِ.

يرفعهما بالتراب راجيا أن تكتمل المسرحية


وينزل الغيث.


فتاة الحي .



  

فتاة الحي، فتاة قمراءُ، هِبةُ الجليلِ، عطيةُ الرحمنِ، روضةٌ غناءٌ، التَحَّ عُشبُها و اغتم ، لعوبٌ حَسَنةُ الدَّلِّ، حوتِ الأنوثة من حوافها، وحازت الجمالَ كُله دِقَّه و جِلَّه. نزلت من السماء، فتلقفتها الأرض، عاشرتِ العظماء والجبابرةَ الأقوياء.

مؤدبة ملوكٍ وخلفاء، مُعلمة شيوخٍ أجلاء. أُريق تحت قدميها دماءٌ و دماء.
تواضع لها الفارسي فرفعتهُ، وعشقها الكِناني فزادته إجلالاً وألبسته وقاراً.

وهناك على الطرفِ النقيض وفي الضفة المقابلة:
مقتها هولاكو فأزال الكتب والمكتبات، وأبغضها المسيحي الصليبي فأحرق غِرناطة وأقام محاكم التفتيشِ تنكيلا بها، حنق عليها أتاتورك اليهودي الظالم فاغتصبها في وضحِ النهار وأعمل فيها بعنجهيتهُ، وهي المتواضعة الخاضعةُ المُذعنة.

وافاها طوفانٌ مُفاجئ، وموجٌ سريعٌ متلاطم، وريحٌ صرصر بارد، فخرجت رافعة الرأس، مُنتصبة الصدرِ، أنفها للسماءِ، وكعبها فوق السحاب، شامخةَ عزٍ ومُتكبرةَ إباءٍ.

هذه لُغتنا العربية، على جراحها تقوى ومع وصَبها تفوزُ وتنتصر، تسلخُ عنها الوجع لتلبسَ الغِبطة وتنزعُ العذابَ لتتسربل بالفرح.

إعلامنا الهزيل حصرها في زاويةِ الناقةِ والجملِ وأبي جهلٍ وتباً لك وسُحقاً فقط.
ووزارة التعليم هتكت الحُجُبَ وجردتها أمام أعين الذئاب في ليالي الظلام.
والجامعات ضعيفة الحيلة رديئة المسلك سيئة السمعة.

الفرنسي يُقدسُ نابليون بونابرت ولغة حربه وآلامه، فيمثلها أمام شعبه حيةً في يومياته وشاشاته وأفلامه على ما ينضحُ منها من عارٍ وخِزي ولكنه تاريخه الذي زرع في أبنائه بذور الثقة وغِراس الأمل والطموح.

ونحن أبناء العربية السماوية، نُكني الفصيح (مُتشدق) والبليغ (متفيهق) والمُفوه (مستهزئ) والِمِلسان (ثرثار) فواويلاه  لو خرج الفراهيدي من قبره والكسائي نفض تُراب لحده.

وأخيرا فهذه الفتاة الأصيلة لن يعشقها إلا عربيٌ أصيلٌ، ولن يعاقرها إلا مجيدٌ كريمٌ .





مُعلمْ، لا مُعلمْ .




في صباح يوم من أيام ( تشرين الثاني) ، والسحاب في معاركه الضارية ضد أشعة الشمس الذهبية. خرج من قصره مرتدياً نظارته ومعطفه الأسود الطويل..

أهلا بك أستاذ ( رشيد ) قالها سائقه الخاص وهو يفتح له الباب الخلفي للسيارة .

في المقعد الخلفي أسند ظهره، وتناول جريدة اليوم، وشرع في تصفحها، بينما السيارة تنطلق مسرعةً عبر طريق خاص بمعلمي مدارس التعليم العام. هذا الطريق الذي يوصلُ لفناء المدرسة الواسع. كان خاليا من السيارات، بعد أن أصدرت وزارة التعليم تعليماتها الجديدة بمنع المعلمين من قيادة سيارتهم الخاصة عند قدومهم للعمل، حفاظاً على سلامتهم وهدوء أعصابهم، فلا يكدر صفو تفكيرهم شيء. وقد وفرت هذه الوزارة أسطولا من سيارات الكاديلاك الفارهة لتوصيل رجال التعليم إلى مدارسهم وإعادتهم بعد ذلك إلى بيوتهم...

                                         
كان المدير واقفا في ساحة المدرسة مبتسماً ضاحكا مسرورا:  صباح الخير أستاذ (رشيد) فها أنت كعادتك تصل في وقتك المحدد.

- وكذلك أنت يا سيدي الفاضل، فدائما ما  تُلبسنا ثياب الخجل بطيب أخلاقك ونبل تعاملك بتركك لمكتبك الدافئ والخروج في هذا الطقس البارد لترحب بنا معاشر المعلمين وعلى محياك هذه الابتسامة البيضاء.

- هذا من ضمن واجباتي تجاهكم يا قادة المجتمع يا من تصنعون الأجيال.


يدخل (رشيد) مع مدخل المدرسة فيسمع ترحيبا إلكترونياً بصوت أنثوي مشبع بالحيوية. وبعد وصوله إلى الطابق الرابع ينفرج باب قاعته الدراسية. تضيء الأنوار وتعمل أجهزة التكييف تلقائيا. يعلق (رشيد) معطفه الباهظ الثمن في المكان المخصص ويجلس أمام شاشة الكمبيوتر الخاص به في انتظار الساعة السابعة.

يستدير بكرسيه إلى الخلف، وفي اللوحة التي بها عدة أزرار، يلمس زر ( القهوة بلا إضافات). يتناول كوب قهوته الساخن، ثم يستدير مرة أخرى. ويحين الوقت.

يظهر وزير التعليم على الشاشة أمامه، يلقي كلمته اليومية المباشرة التي من خلالها يستمع لمناقشات المعلمين وطلباتهم و سبل الارتقاء بهم وبهمتهم التعليمية.

يرن هاتفه الخلوي فجأة:

- أهلا من المتصل ؟

- صباح الخير أستاذ (رشيد) أتحدث معك من (بنك المدينة المركزي) فقد تلقينا اليوم أوامر بصرف مكافئة تعليمية لحضرتك، فهل تريد أن نودعها فورا في حسابك لدينا، أم نرسلها شيكاً مصدقا إلى مكتبك؟

- صباح النور والسعادة، أودعها إذا سمحت بكاملها في حساب الجمعية الخيرية.

- تحت أمرك سيدي .. مع السلامة .


أين هي مجلة التعليم ؟ لا أعلم أين وضعتها بالأمس ؟ يبدو أنها في خزانة الكتب في مؤخرة القاعة!! نعم هذه هي ..

سأتأكد مما قيل لي البارحة ! فإن كان ذلك صحيحاً فلن يبقى هذا الوزير في مقعد الوزارة لحظة واحدة، وسنجعله نحن رجال التعليم كورقة خريف صفراء في مهب الريح تلعب بها كيف ما شاءت .

يقلب صفحاتها بعجل، هذا هو الخبر ( وزارة التعليم تنشئ مختبرات العلوم في المدارس الثانوية بقيمة عشرة ملايين ريال سعودي لكل مدرسة)

فاغرا فاه! ما هذا ؟ عشرة ملايين ريال لكل مدرسة ! كيف ؟ لماذا ؟ متى ؟ أنا من وقع عقد هذه المدرسة مع الشركة المنفذة، لقد كان العقد بـقيمة مليون ريال فقط !!

نحن في دولة القانون العادل ودوائر الانتخابات، فسأرفع الأوراق للمحكمة الإدارية وسأقاضي هذا الوزير وسأجعله يعترف ويُقر باختلاسه لهذه المبالغ، وسأزجُ به في السجن، إنه خائن! ولكن ما الذي يجعله يقوم بهذا الفعل الشنيع الذي ما عدنا نسمع به أبدا؟ يبدو أن يقرأ كتب التاريخ كثيرا .!! خائن!!.

سأرسل الشكوى مع الفواتير للقاضي فوراً والآن؟

انتهيت، الآن سأخرج فقد كدر هذا الخائن مزاجي وعكر صفو مائي بتحريك الوحل في قاعه فلم يعد لي طاقة للالتقاء بالطلاب.

في صباح اليوم التالي استيقظ (رشيد) على صوت تنبيه رسالة على شاشة هاتفه.

(عزيزي الأستاذ رشيد: موعدكم مع قاضي المحكمة سيكون هذا اليوم في تمام الساعة التاسعة صباحاً. ونود أن نلفت انتباهك إلى أنه قد تم التنسيق من قبلنا مع مدير مدرستك لمنحك إجازة لهذا اليوم ليتسنى لك إنهاء كامل معاملتك لدينا. مع تحيات : وزارة العدل )

يقول القاضي مطلقا أصابع الاتهام للوزير: أمامي أوراق تُثبتُ اختلاسك لمبالغ طائلة من عقود إنشاء المختبرات المدرسية! ما قولك ؟ 

-  هذا تزيف وافتراء وتشويه لسمعتي يا فضيلة القاضي.

-  وهذه الأوراق والفواتير وقد تبين لنا صحتها، وهذا التوقيع هنا أليس توقيعك ؟ اقترب وانظر ! هنا.

-  نعم هذا توقيعي وهذا هو اسمي ..

- إذن أنت تُدين نفسك ؟

- يا فضيلة القاضي هناك خطأ ما، أنا متأكد.

- لن أبقى على الجدال معك أيها الوزير . هيا اذهب واجلس على كرسي الاعتراف ، فهو من سيجعلك تدخل في غيبوبة وسنرى في الشاشة كل ما تفكر به.

بعد ساعة من دخول (رشيد) لقاعة المحاكمة كان صوت القاضي يدوي في جنبات تلك القاعة بالحكم النهائي: أيها الوزير: اخلع عنك رداء الوزارة ورد كل الأموال المختلسة واذهب إلى السجن.


 وأنت يا (رشيد) لك منحة تترقى بموجبها في عملك نظير أمانتك وعدم سكوتك عن الظلم. ثم هوى بمطرقته على الطاولة ناطقاً: رُفعت الجلسة .


دخل بقية المعلمين يهنئون (رشيد) ، رفعوه فوق الرؤوس والأعناق، وهتافاتهم تتصاعد، أرسلوه في الهواء احتفاءً به، انفلت من بين أيديهم . وقع أرضا ، فاستيقظ ليجد نفسه قد هوى من فوق سريره المهترئ في غرفة نومه الصغيرة الضيقة.




حاول مرة أخرى .







بين أودية النومِ السحيقة وقمم جبال النشاط الشاهقة تجدُ أماكن وعرة، تحوي الصخورَ القاسية والأشواكَ الحادة والسباعَ الضارية والأفاعي السامة. تكون لك كالسدِ المنيعِ، فلا قمةً ارتقيت ولا وادياً سلكت. يسميها البعض ( الأرق ) وعند أهل البيان واللسان يقال لها ( منطقة القلق) . تسقط أجفان عينيك فيقف شعر رأسك، يهدأ نبض قلبك فتشرع حينها خلايا عقلك بتوهم الأوهام وتخيل الأحلام.
تريد شراء النوم فإذا بالسعر غالي جداً في زمن تدهور الاقتصاد العالمي، تتمنى الغفوة و تسوق لها الجاه لخطبتها فيصيبها الكبرُ والغطرسة، تطلب ودَ الغمضةِ فتولي منك هاربةً وكأنك قاطع طريق، تذهب لمحادثة نومةٍ صغيرة فتُعرضُ عنك ولا تلقي لك بالاً. أرقُ عقلك يتمثلُ لك أشياءً تسبح في ظلامِ ليلك الكئيب، فتارة ترى نفسك مع فتاةٍ حسناء ثم تنقلب فإذا هي عجوز شمطاء، تفتح خزائن الذهب فتجد فيها الحصى والحجارة . تبدأ بمداعبة أهداب عينيك فتسحبها بأصابعك للأسفلِ وتضعُ عليها قليلا من اللعاب عسى أن تلتصق وتغفو. تمارس تمارين التنفسِ والاسترخاءِ ولا جدوى ، لن يؤنسك إلا جمر مضجعك تتقلبُ عليه حتى تُكوى جنوبك .
تعدُ الخراف حتى تمتلئ الحظيرة ، تتلمس شعر رأسك لعلك تحصيه فتمل وتضجر .
القلب فارغٌ من العشق، والعقل خاوي من الفكر. تلجأ للعبة تَلَمُّسِ جسدك وكأنك لا تعرفه، تحكُ أذنيك وتهرش رقبتك وتدغدغ قدميك فتضحك كالمجنون حتى يُسكتَك وصولك لشقوق كعبيك. يا لهذا الليل الطويل ألا انجلي !!
تختمرُ في الرأس فكرةٌ، فتلجأ للورقةِ فتسحبها فتفقد القلم في الظلام فتلعنه وتطيرُ الفكرة. تنقلبُ على بطنك ثم تعودُ على ظهرك،  تجرب الجنب الأيمن ثم الأيسر ، تتدلى من السرير ، ترفع رجليك، تمارس طفولةً في غير حينها .
يبزغُ نور الفجر لم تنمْ ولم تستيقظ ، يتراءى أمامك خيال النوم وهو يستهزئ بك مخرجاً لسانه ويقول ( حاول ليلة أخرى ) . 


أخبث الشياطين




أمطرت سماوات حائل ، وجادت السماء بما لم تجد به من قبل، وما ذاك إلا بفضل الله ومنته وعدله وكرمه،
ولكن يأبى الإنسان إلا وأن يكون كفوراً جحوداً ، وخاصةً إذا كان مسئولاً ، فلا شيء يملأ فمه البغيض الذي تفوح منه رائحة الفساد والخماج.

عزيزي ، عذرا لست بعزيزي ، أيها الشيطان العنيد وحفيد إبليس اللعين، تأتيك المليارات لتنشئ الطرق وتبني الجسور وتمهد مصارف المياه والسيول وتأبى إلا أن تأكلها ..(أكلك الجن والعفاريت )

أيها الشيطان: افترشْ سفرتَك الباذخة واحتسْ قهوتًك اللذيذة من أموال المساكين وحقوقهم، نعم أيها الشيطان المسؤول: عليك بتكبير خدود أبنائكم و تنفيخ أردافهم من ميزانيات الطرق والمشاريع، وأي جسم نشأ من الحرام فالنار أولى به ، وعليك منا الدعاء، وسيأتي يوما تحتسي ذات القهوة وتأكل ذات السفرة ولكنك جالسا على خازوق جهنم تبتلعه جمرا وقيحاً.
أيها الشيطان : كُلْ لا متعك الله بها ، ولكن كن عادلا ولو في الظلم.
فكما رصفت شارعك وأنرت أرصفة حيِّك وما حول قصرك، وأمددته بمشاريع الصرف الصحي وتصريف السيول .
فلا تنسى (العزيزية) المكلومة ، و (البادية) المظلومة ، و (مغيضة) بنت البطة السوداء ، و (لبدة) حي الفقراء  .
ومابقي من أحياء تأبى نفسك ( المخيسة) أن تمر عليها وترى ما بها .
أيها الشيطان الطماع / القيادة العليا تعلم أنكم فاسدون فهي ترسل لكم الأموال مضاعفة فهي تحسب حساب جشعكم ولؤم طبعكم ، فخذ من الزائد ( يا مال الزائدة ) و أعط الطريق حقه.
الأمطار دائما ما تكشف رداءة مشاريعكم وفساد قلوبكم من أكبركم وحتى أصغركم.
وستقفون بذات الترتيب يتقدمكم كبيركم الذي علمكم الغش أمام جبار السموات والأرض.




مجلس الوزراء السعودي هل هو في السعودية .





بالأمس عُقد مجلس الوزراء السعودي، وخرج لنا بنتائج غريبة وكئيبة كعادته ولكن هذه المرة كانت أشد غرابة وأشد دهشة. فقد خرج بقرارات من ضمنها :
1.     مناشدة المجتمع الدولي بتقديم مساعدات للمتضررين في ميانمار .
2.     مواساة الشعب الفلبيني من جراء الإعصار الذي تعرضت له جمهورية الفلبين وتقديم مساعدات مالية تُقدر بـ 10ملايين دولار .
والقارئ لهذه القرارات يستشف أن المملكة لا تحتاج إلى المساعدات الدولية أو المواساة الحانية، ولكن في الحقيقة ومن خلال النظرة عن كثب على الداخل السعودي الفاضح فسترى العكس تماما وخاصة مع الأحداث الجارية لهذا الاسبوع كتهدم المباني والمطارات وغرق المنازل والأسواق وإقفال الشوارع والطرقات وأيضا المعارك الإثيوبية في ساحات ( منفوحة )  والتي تجاهلها تماما مجلسنا الموقر والذي يمثل قمة الهرم في السعودية .
ليس بجديد النظرة الحنونة والتي يحنو بها هذا المجلس على الشعوب في أصقاع الأرض من تضميد للجراح أو إغاثة لمنكوب أو متضرر أو مريض ، فبالأمس القريب كان هناك حالة مرضية في المنطقة الشرقية تناشد حقها في العلاج في المستشفيات السعودية ولكن كالعادة لم تجد من يجيبها، وفجأة وفي نفس اليوم يصدر قرار ملكي باستقدام حالة مرضية إيرانية وعلاجها على حساب الملك عبد الله.
وهذا الأسبوع مدن السعودية تغرق من جراء السيول والأمطار السنوية المعتادة، وهؤلاء الوزراء غافلون نائمون عامدون ثم يجتمعون ويقررون مساعدة دولة الفلبين .
يا ترى هل تعلم هذه الزمرة بما يحصل في الأحياء القريبة منهم في مدينة التقدم والحضارة مدينة ( الرياض) ، فقبل ليلة من الاجتماع غرقت شوارعها وتحولت من مدينة صحراوية جافة إلى مدينة تقبع على شاطئ البحر.  
وهناك أيضا مدينة (جدة) التي لم تنسى موتاها وغرقاها، ولم تنسى كذلك القرار الملكي بمحاسبة المقصر والفاسد مهما كان منصبه واسمه، ولكنها قرارات ملكية ورقية لا أكثر ولا أقل فنحن لم نسمع أية محاكمة لمسئول.
لا يخفى على الجميع ما يحصل في المدن الكبيرة فهناك الإعلام والصحافة ولكن أغلب المدن السعودية الصغيرة المظلمة تصيبها الويلات واللعنات ومجلس وزرائنا نائم فوق سريره متغطيا ببطانية فساده. وكأنهم ينتظرون أن يضربنا إعصار الفلبين ليفيقوا. لا نطالب بالمستحيل ولكن نريد أهون الشرور.
كذلك يا رئيس الوزراء سؤالي البريء هو كيف يتم اتخاذ توقيت قراراتكم؟. فمع هذه الفيضانات وهذا الشوارع التي أصبحت مسابح أولمبية ومع مناشدة الجميع في الصحافة والإعلام بالاهتمام والنظر في هذا الفساد المنتشر تخرج لنا هذه القرارات وكأنها عين الأم الحنونة على أطفالها الفلبينيين، متناسية أطفالها السعوديين وكأنهم أبناء البطة السوداء . هذا إن تجاوزنا ( ميانمار) وأن المناشدة كانت للشعب المسلم فيها .
أعط الفلبين المتقدمة عشرة ملايين لمصالحك السياسية الخارجية ولكن أيضا تستطيع منح شعبك عُشر هذا المبلغ لأنك مسئول وراعي لهم .
يا أخي حتى سوريا لم يتطرقوا لها ، ماذا حصل ؟
طرحتُ المشكلة وسأقترح الحل ولو من وجهة نظري فقط ، و الحل هو أن يتم تفعيل ( الواتس أب ) فورا في هواتف رئيس الوزراء ونائبه و نائبه الثاني و أيضا لـ خالد التويجري، فربما قد يلتفت لنا القدر .
 


تفسيرات .




أسير في الدروب
الطرقات مرصوفة
والشوارع منارة
في ساعة قبل المغيب .
وغافياً في حضن الحبيب.

أنا في غرناطة
أم في زهراء الأندلس.
أهمسُ لك:
أنقذيني من الممات
مدي لي كأس الحياة
ناوليني شفتيكِ
جودي على بالرضاب المعسول
أدخلي لسانكِ.
هاأنذا طفل رضيع

استنشق رائحتك
أتلمس بأصابعي كثافة شعرك
أمسح بأصابعي الأربعة من مقدمة رأسك إلى نهاية وجهك الوضاء .
يا لهذه الملامح التي أضحت آلهةً يتعبدُ عندها الجسد .

تتشقلب الساعات
وتمارس الأنثى طقوسها 
ففي قواعدك وبيانك الساحر 
يصبح الفاعل المرفوع
اسما مجرورا
يسبقه خلا وحاشا وعدا وفي على
ثم تزيديني كمداً بلعل و متى .

تهفو الجنان نحوك
ويقتلني قلبي
ترك ضخ الدماء
يرقبك فقط
ينتظر ذكراك ليضخ الحياة.

كتابي من صفحاتك
مخطوط فيها حروف حبك
منقوطة بدموع هجرك .
حتى تشابكت الكلمات

دعي الحياة والجئي لبيتيَ القديم
بسيطٌ دافئ مفروشاً حصير
أو لحضني الصغير

ماذا تريدين مُهجتي ؟
الدفء وقت الشتاء؟
ونسمات العليل في الصيف الحار ؟
أحضان حبٍ تلتقطك ليلاً
وقبلات الأمل تأخذك نهاراً
إن أردت الطيران
سأجود بأكثر مما أجود
لا مال عندي ولا نقود
بل قلبٌ صغير
يفرشُ لك الدنيا حرير.

هلال .






له من اسمه الكثير
معشوقٌ هو وساحرٌ جذاب
منح الملايين العطاء
فمنحوه الحب والوفاء

كالقصر المُنيف
فوق جبلٍ شاهق
لا يصله إلا حرُ الطير
اختار السمو فسمى
وفضَّل العلو فعلى

هو الهلال

نادي العظماء.. وبيت النبلاء

إن أصابك الهوس
وتملكك الجنون
وقبض عليك السحر

فلن تنفعك تلاوات الكهان
ويحتار في أمرك العاقل الذهّان

هوس المؤسسِ ابن سعيد
وجنون المجنون الثنيان
وسحر سامي الفنان
وتراتيل القناص ذو الأشجان

عمالقة فن
جبابرة عطاء

عندما تسمع للحن الهلالي
ويلامس همساً سمعَك
فهو السحر العجيب
وصوت الحبيب

إذا تمايل الأزرق
تمايلت النسمات لتهز أوتار العواطف

وإذا انتصر الأزرق
انتصرت الدموع على الجفون وصاحت بالحب " ويلكم كيف تلعبون"

منذ الأزل
ورنة الوتر الهلالي
تَدخل وجدانك كتموجات الأثير
لتطرد ظلمة النفوس وتُنير القلوب

عزفُ الهلالي
موسيقى ترافق الأرواح
لتشاطرها الأفراح
خنقٌ وقتلٌ للضراء
لتحيى معه كل سراء

عزف الهلالي
معه مجدٌ يقوم
وكأسٌ يُفرح العموم
يُزيحُ الغيوم...ويطردُ الهموم

هنيئاً للأمواج الهادرة والسماء العالية
فلونها نابعٌ من عظمتها.

فمن أجل صديق أوده وأُحبه
كتبت هذا القليل من كثيرٍ يستحقه



تحياتي للهلالي.


بصمةُ عشق .



مدينة بنيناها معاً
لبنة تعلوها لبنة
أحكمنا البناء
وشددنا الوثاق

جعلنا شرفاتها تُطل على بساتين الياسمين
سترناها بأجنحة ملائكية بيضاء
منحناها نبض قلبين
قلب يعشَق
وآخر يُعشق
مع تبادل الأدوار

لا للأنا من وجود
فناء الفاعلِين ألحقتها بأواخر أفعالي.
والمثنى أقوى من الجمع

أحبكِ وما كذبت
ابقي بقربي دائماً
شعارات الوفاء مع صدق العطاء
من أسباب البقاء ، ولو من بعد الفناء

معك زالت الوجودية
وطفت على السطح الأزلية
لا بداية ولا نهاية

عشقُ كالحلقة ملتوي
أتقنتِ صُنعها
و أحكمتِ لفها

هل رأيتِ جمال الدنيا في عيني؟
بل هو ما جدتِ به عليّ
لا تريدين أن تستفيقي؟
ولا أنا
ولكنه ليس بحُلم

فلن تجديِ على ظهر البسيطة أوسع من قلبي لكِ ولا أصدق
فمِنحةُ السماء نبعت من جوفي
وارتوت من ينبوع فؤادك

فأضحت غابةً غناء.