هل أستطيع أن أوفيكِ حقك
هل تستطيع حروفي أن تعانق قامتك
يازهرة حديقتي الوحيدة
إن أردت وصفك فسأعجز
ولكن سأسمح لما بداخلي أن يطل من نافذة وفائي لك
وسأسمح لأنفاسي بهدوء أن تستنشق عبق إخلاصك
نادرةً فأحببتي أن تجمعي النوادر
جوهرةٌ في عالمٍ لا يعرف إلا الزجاج الملون
ففيك مالم يعد يُرى في سماء عصرنا الرمادي
اختصرتي الدهور
سافرت بنا عبر السنين
لتعرضِ لنا على وجنتيك
جمال ورقة الانثى كما هي بدون رتوش الحضارة والتزوير
فما أجمل الفطرة السليمة عندما تشرق من تحركاتك
وما أجمل الصدق عندما أستنشقه من حروفك
فيك حنان الأم
وإخلاص الأخت
ووفاء المحب
وتضحية الزوجة
تتدفق الحقيقة كما شلال عذب بصوتٍ هادئ
رأيت فيك صبر رجلٍ مع عزة انثى
رأيت فيك جمال ظبيةٍ مع نعومةِ حرير
من خلف أسواركِ نطلُ على المناظر الجميلة
ونشم الروائح الزكية
بل تعديتي هذا كله
فانتي من جمع الاضداد ليُخرج لنا سمفونية عانقت بصوت أنغامها قبة السماء
وغيرتي المفاهيم التي عرفناها حتى دخلتنا الشكوك حول ما تعلمناه
قبل ان نجد فيك كل تعريف جميل
فالغضب والعناد والغرور والكبرياء والجبروت والظلم
كلها أصبح لها مفاهيمُ جميلة
لا أتوقع أن هذه هي عين الإعجاب التي ترى كل شيء حسن
بل هي أنتِ كما أنتِ فاستمري كما عهدناك جميلة أخاذة
تتملكِ لب القلوب بعد أن استحوذت على مكامن العقول
إحساسي لم يخذلني يوما
وعندما أحسست بك لم يزدني ذلك إلا ثقة فيما أملك من أحاسيس
كنتِ كوكباً جميلاً ينير ليلي
وجدتك في رائحة التراب المبللة بماء المطر
في رائحة الأطلسي عند غروب الشمس
جمعتِ لي جمال المشرق مع رقة المغرب
أهديتها لي على طبق من ذهب
جمعتنا الأقدار
وكذلك فرقتنا
فدمتِ سالمة غانمة