تلقيتُ دعوةً كريمةً للمشاركة بجُهدِ المُقلِ في صحيفة إخبارية حائل، فكانت
عندي ثمينة غالية، فيَّاحة فيَّاضة، جوادة سخية، بين طياتها شرف الداعي وأصالة
الراغِب، فوقعت مني كما يقع الماءُ من ذي الغُلة الصادي.
وقد قالوا: من أكرَمك بالداعي فأكرمه بالوصل، ولا وصل عندي يوازي شرف
الداعي إلا الوصل المحض وشدّ حبال عُرى الإنعامِ بعُرى المنح.
وما أنا إلا طالبُ قبولٍ وخاطبُ أُلفةٍ برَحلٍ قليل من حروف، وزادٍ زهيد
يخرجُ من قلم، فالأماني أن يجد هنا متسعاً وفي أعينكم إعجابا، وبداخل أفئدتكم رضا
وبيانا.
يُقال من ابتغى هدفا حتما سيصل، ومن عرف الطريق أدلج، ومن أدلج بلغ، ومتى
ما كان الهدف سامي المقصد، عالي الرُتبة، كان أقوى أثراً وأوضح حُجة وأوقرُ في
القلوب والأبصار.
وهنا بإذن الله ستكون الحروف كريمةً ككرم حائل، واسعةَ الصدر من غير حائل،
بطبعٍ يتْفِقُ دون لونٍ حائل، وكما أخبرني الداعي فأسبوع والِد وأسبوع حائِل،
والمُراد ردُّ جميلٍ لأهل حائل.
وعلى هذا المنبر نبتغي الأمانة سراجَا, والصدق منجاةً، فنحْذق أماكن الزلل،
ونُبصر عثرات الطريق، فنُزيحها بهمة التعاون ونُجليها لخدمة البشر، بالمِعولِ
الناعم والقلم المُبين. فاصبروا على كِظَّتنا واحتملوا ثِقَلنا، والأيام تُولِدُ
التآلف. ولن أنتهي حتى يبلغَ الشُكر للأستاذ ياسر، على ثقته التي أدعو الله أن لا
أُخِيب ظنه فيما ظنه بي، فمن ظن بك حسنا فتيقن به حسناً. فالشكر لك أبا عمار
متَتابعاً يَتْرَى، فيه من المِسك نَفحاً وعِطرا.