لو سُئلت وقيل لي : ما القلب؟
فلن أتوقع أن أجيب بأنه عضو داخل القفص الصدري يضخ الدم في أجزاء الجسم.
فهو أكبر من أن يعرَّف بهذا التعريف التقليدي.
ولكنه بيت كبير لكثير من المشاعر والأحاسيس.
التي تختلج الشخص من وقت لآخر.
وفي هذه اللحظة بالذات.
فيظهر لي أنه عضو مكون من طابقين.
في الطابق الأعلى يوجد مصنع للدموع.
متصل بأنابيب خاصة .
تتصل بالطابق الأرضي الذي يعمل كمستودع لما يصنع في الأعلى.
وكأنه بئر لا ينضب.
وعند اللحظة الحرجة.
يفرز ما بداخله إلى خارج الجسم.
لا تستغرب. فربما كان كلامي صحيحاً.
ويثبت لنا العلم في القرن القادم صحة ما أقول.
فهو عضو غريب معقد التركيب.
فحتى الأعصاب المتصلة...
نجمتنا المسماة ..نــوى..
هل تعرفين ما هو أكبر ما يجمعنا
تذكري معي.
عندما ركبتي وأنا
ذاك الجواد الأبيض
وانطلقنا نحو الأعالي... و فوق السحاب
وكانت خصلات شعرك تدغدغ وجهي
وتهديني رائحة ملكية .. لا أجدها إلا فيك.
ويداي تلتف حول خصرك .. كأنها إسورة محكمة الصنع.
أذكر أنك كنتِ مغمضة العيون
خائفة.
مترقبة.
أخذتُ يداً واحدة .. وفتحت بها عيناك..
مع قبلةً فوق الأنف وتحت الجبين.
فطرب الجواد
وتحرك بسرعة أكبر.
ثم أعدت يدي كما كانت.
وما تحت الأذن يتراءى أمامي.
ويقول.......... وأنا.
كنا نرى كوكب الأرض خلفنا
يصغر
ويصغر
ويصغر
ثم...
يا ليتك .. كنت .. أبعد....
يا ليتك كنتِ أبعد مما كنت عليه.
فما قربك أدفاني ولا بعدك أراح جنوبي.
فلم أجد لعشقك تفسيراً في قاموس العاشقين.
فيكِ شروق الشمس وغروبها.
فيكِ لهيب النار و نورها.
فيكِ سموم الرياح ونسيمها.
فيكِ إزعاجُ المدينة وهدوءها.
كل المتناقضات
لهذا أحبك وأكرهك. وأكرهك وأحبك.
لذة قربك تعادل حرقة بعدك.
تخيلتك حديقة غناء .. وقد كنت كذلك.
تخيلتك كالصحراء .. وقد كنت كذلك.
رأيت فيك البر والبحر.
فوهبتيني التمر .. والسمك.
فكانت تمرةً حلوة وتمرةً حامضة.
وسمكة قرشٍ وأخرى للتونة..
كنت كالقمر.
ومثله تماماً.
تظهرين باستحياء
ثم تعطين بلا حدود
ثم يقل سطوعك
وفي الأخير لا نراك.... وتغيبين....
أنتي جميلة في كل حالاتك
ولكن...
سـأقولها مدوية..
خذيها فسأعلنها مدوية
ليس لمكسبٍ أبتغيه
أو مركزٍ أنتظره ..
بل لك أنت.
سأعلنها مدوية. وعلى رؤوس الملأ.
رضي من رضي. وسخط من سخط.
خذيها .. واقرئيها ...... وللأنجاس احذفيها...
دعيهم في غيظهم.. يحرقهم و ياليته يلتهمهم..
وارفعي رأسك عالياً.. فأنت كلُ ما أنت...
فأنا لا أرى على الكون امرأةٌ غيرُك...
فالله لم يخلق غيرُك.....
ولن أعشق غيرك...
فقد أحببتك ولن أحب أحداً سواك...
......تأملي...
هل رأيت اللؤلؤ يعيش خارج البحار...
هل رأيت الخلية تتغذى على غير الأكسجين.
هذه من المسلمات التي لا يعجبها الاختيارات..
وكذلِك أنتي...
لن أختار بديلاً لكِ.
ولن...