كيف أكون لتكوني.

  حاولت أن أكون فلم أكن حاولت أن أكون حتى تكوني فلم تكوني حاولت أن أكون لكِ شيئا تعشقين وجوده حتى تكوني لي شيئا لا أحيا بدونه فلا عشقَ منك ولا عيشَ معك رأيتُ عِشتُكِ كروح وملكتيني كمَلَك عِشتُك حاضري وتركتيني أمل عشتك داخلي و حملتيني على الرف عشتك واقعا وتخيلتني حلما عشتك حقيقة فأنسيتني الحقيقة عشتك زماني فأردت غيابي عشتك عيوني فوضعت الحواجز عشتك حضني ففضلت الانفصال عشتك فرحي فأحببت الدموع عشتك اشتياقي فعشقت البرود عشتك كهلاي وغلاي عشتك حنينا عشتك صبابة عشتك لهفة عشتك توقا عشتك صبوة عِشتُكِ سيدتي وتنفستك فتركتني لله...

جنوبي أشم

صحيحٌ أنها شماليةٌ ريحَكُ. قويةٌ عاتية عنيدةٌ قاسية لا ترحم وفي بعضِ فصولِ السنة قد تثير الأتربة. قد تثير الأتربة هَوِّنِ فأنتِ ريح فأمامك جبال الجنوب الشاهقة. يا مجنونة بل هي المجنونة مغرورةٌ هي لا أبهى منها ولا عسير غيرها متغطرسة بفطرتها البهية لمن أرادها بهية مخيفةٌ لغيرهم تضمُ أعلى قمم الشرق الأوسط. ومغاراتِ الجن والعفاريت الأبيض منها والأزرق التنين بشحمه ولحمه أفاعيها وعقاربها طبيعتها التي خلقت عليها قممها تسمع تسبيح الملائكة تخبركِ قوة تضاريسها عن قوة أهلها. جبارون طغاة سفاكون للدماء لا يأكلون المرار بل يأكلون بُطَيْن...

صادقٌ . .. يا قلب..

        صادقٌ القلب لا يتقن عمل البشر  بل يعطيك إياها على طبق من ذهب احساس بالفطرة ينتابك من عمل معين أو من شيء شاهدته أو شعور أحسست به . ودائما إن لم يكن غالبا يكون حدسك صادق. بل وقمة الصدق. عندما ترى أن هناك خيطاً ولو كان رفيعا يشدك مع الاخر . وأقول عندما ترى واضعا تحتها ما يميزها عندما تراه فاعلم أن هناك إشارات قد تسري بينكما تعبر عن مكنوناتِ نفسٍ لم ينطق بها لسان. قد ترسم على محياك الابتسامة وقد تفعل أفاعيلها في تقطيب الجبين فثق بهذه الاشارات وثق بقلبك فهو لا يخطئ ولا...

الحق حق .. ياببغواتنا

زمانٌ أضحى الكل فيه مفتياً وقاضياً وصاحب علم شرعي و ثروته العلمية تنحصر في قراءة روايتين من روايات أغاثا كريستي. كل يوم همْ في شأن. فالجمعة يؤصلون وينقحون ويشرحون ويفصلون والأحد يسكرون ويعربدون ويُقَبِلون ويحضنون وعند المناظرة يبحث بين أوراقه المتراكمة على الطاولة ليخرج ورقة مكتوب فيها (الحرية الفكرية) متناسياً أننا نتقاسم معه ذات الجملة. أنت حر أفكارك ولي ذات الحق. يعيشون حياة الذباب لا تقع إلا على الجرح يدركون المنكر وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون فإنكار المنكر لا يشبع نزواتهم ورغباتهم الدنيوية فالشهرة قد تَقْصُر عن ذلك. فدأبهم الانتقاص من الحق وأهله . وسرد الشبهات عن الاسلام وملته...

عودي .. فالعود أحمد

بُسطت القمم وسُويت التلال وخُفض الرافع فندائي إليك عودي فزماني لم يعتد جفاؤكِ وذنوبي منعت قطرَك وردي ذبل ينابيعي جفت وأرضي أجدبت تنتظر غيثَك غيابك ألم. بُعدك جحيم. أخطو في دجى مظلم أرفع واحدة وأخفض الأخرى. أتعثر تطول مسافاتي وتتوه دروبي أنتظر بصيص نورٍ عسى أن يلوح ليرشدني داخل متاهات غيابك ...

طعنة زمن

نهار كأيب وصبح ينذر بالشرور لا السماء هي السماء ولا الأرض هي الأرض أعاصير هوجاء زلازل مدمرة حمم من لب الأرض وشهب من سقف السماء خطفوك من بين يدي وحملوك على أيديهم لمصير مجهول إختاره الله لك وأنا أرى وأرقب لا لساني نطق ولا قدماي حملتاني أشرت إليهم كمن يقول (بالهون بالهون) أنزلوه ولكن بلطف لا بأس أهيلوا عليه التراب ولكن بهدوء ... بهدوء فلو كان الموت يُخيِّر لإستبدلتك بإحدى بنتي ياذا الوجه النير والخلق الرفيع يا أطيب الطيبون ياواسع الصدر يا حنون ياعطوف يا من لا يعرف كلمة ( لا ) رحماك يا ربي فماذا بقي في جعبتك يازمن فما بعده هين ورب الكعبة مارست قسوتك...

حقيقتك.

هواك سيدتي أذبل مني العروق. وامتص ما كان وما يكون. فتلاشت معه قدسية الأجساد. وجاذبية المكان. وغدت أوهام تحشرها أوهام. فالواقع تغير وتبدل. وارتقى وتطور. فالحب والعشق والهيام والوداد والاشتياق والحنين والصبابة واللهفة والجنون. كلها معاني أرضية لا وجود لها في حقيقةِ سمائك. فاندماج الأرواح لا يتكامل وهذه المصطلحات المتواضعة. فالإثنين واحد. والواحدُ لا يشتاق لذاته. ذهبتِ آخذةً بيدي لنغرد خارج سربٍ يقلد الآخرين . وطرتِ بي في أعماق الحقيقة. لتريني حقيقة واقعك الذي يعتقد الكثيرون أنه مجرد وهم وخيال... يطلقون عليه حلماً . وأنا رأيته رأي العين. فسأناديك بكل حروف النداء. يامن...

مرحلة الاستقراد.

مرحلة الإستقراد هي ذروة التحضر البشري والتي تمنحك القدرة على الخروج من دائرة بشريتك وتحررك من سلاسل وقيود التبعية الاجتماعية والعادات والدين ومحدودية الفكر إلى فضاء اللاتبعية واللاعادات واللادين . والنتيجة هي الاندماج بالسعادة والأنس والحرية المطلقة تماماً والتي سوف تنسى أنت معها مفهوم السعادة أصلاً لأنها ستصبح شيئاً من ذاتك بعملية تداخل عجيبة لا يفهما إلا من تعايش معها. ولأن المجتمعات البشرية بطبيعتها وفطرتها التي تلزمك على التعامل مع الاخر يستحيل معها ممارسة الحرية المطلقة ، فإطلاق الحرية لا يتأتأ إلا بأمرين فإما أن تعيش وحيدا على كوكبٍ وتمارس حريتك بطلاقة - مع تجاهل القوانين...