على
الدوم كانت تتملكني فكرة تقنعني بأن هناك عالم واقعي نعيشه بلا اختيار وهناك في
الطرف المقابل عالم افتراضي نلج فيه باختيارنا ونختار مع من نكون وبكامل حريتنا
وتصرفنا.
عالم
افتراضي متكامل نعيشه بكامل طاقاتنا ونشعر به بكامل حواسنا .
بعيد
عن الماديات التي يفرضها علينا عالمنا الواقعي.
وبعيد
عن متطلباتنا الحياتية والتي قد تفرض علينا الكثير من القيود.
ولكن
مالم أكن أتوقعه...
سيدةُ النساء.

سيدةُ النساء
مَلِكَتي/ مملكتي ومستقري ووطنٌ ضمني .
حياتي/ انتشلتُها من قاعِها رافعاً منزلتها
لتركعَ طوعاً بين عطفِ يديكِ وحنانِ فؤادكِ. متنازلاً عنها لتمنحيني إياها.
عشقي / باسقةٌ هامتُه ترفُّعاً . مزهوٌ بعشقٍ
لم يتأت لغيرك. طفلٌ ربا ونشا وهاهو في سن الرجال قد غدا.
اسألِ عشقي عن عشقك.
فعنده لكل سؤالٍ جواب،
ولكل علمٍ باب .
وإلا فأمامك سَهري وتوجُعي وشاهدي دمي ودمعي
وابتسامتي.
حبي / مكونٌ من حرفين باطنه صدقٌ يعلوه
وفاءٌ مرصعٌ بياقوتة الإخلاص مغلفٌ بدرع الأمان لأنثى أحيته من الرميم. وتناول
الصبُ منها نوالا.
هُيامي / لبناتُه ذراتك . ضمَ جيناتَكِ .
فلبِسَ صفاتَكِ...
عاداتنا تحاربنا.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم
ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فضائل جمة نعلمها ولا نعمل بها. ينادى بها في المنابر والخطب. وتُخط
وسط الصفحات والصحف.
المجلدات تأن والكتب.
مما يُكتب بها من نصحٍ وإرشاد وحكم . وكلامٍ منمق جميل.
وقبلها مكتوبة في كتاب مبين ومشروحة في سنة مطهرة.
ولكن العصي نحن . كأنا خرجنا من صخر أصم أو نبتنا في مرتعِ وَخِمْ.
كُنتَ امرأً لو شئتَ أنْ
تبْلُغَ المُنى ... بلغْتَ بأدْنى...
الحب يبحث عن حب.

الأنثى تُعشق
والرجل يُحَب
فطرةٌ جُبِل عليها الخلق.
هذا رجلٌ متيم
وذاك عاشقٌ
والآخر صبٌ
وتلك كَلِفه
والأخرى مغرمه.
هذا يلبي رغبةَ غيره
وتلك تفديهِ بأبيها وأمها .
كلُ عاشقٍ يركبُ ظهر الحبِ المسكين
مطيعٌ هو الحب ُ وأعمى
وفي لحظةِ استرخائِه أحبَ أنْ يُجَرِبَ رُكوبَ
ظهره.
فقالَ لنفسهِ : كلُ مخلوقٍ يَعشقُ إلا أنا
. فقررَ أن يَعشق .
ربطَ وسطه وانطلق باحثاً عن حُبِه
طافَ البوادي والحواضر
رحلَ وارتَحَل
تَغرَّب واغْتَرب
نزلِ بكلِ مدينةٍ وريفٍ وقرية
ثم حلَ وأقامَ و مكث
ثم عاد فاكاً حزام وسطه يقرأ كتب التراث
ليجد ما بحث عنه .
...