
في
عصرٍ تمسكُ فيه قبضة (الأقوى) بتلابيب (الأضعف) وتُداس فيه (الشجيرة) بأقدام
(الفيل) وتمتد يد (البالغ) لتخنق رئتي (النامي) ويموت عطشاً من بيته بجانب النهر،
تُسنُ قوانين سنها الدب الغربي المسعور وأنزلها بمنزل المحتوم والتي تُمارٓسُ
بمنطق الغاب وشراسة الأسد ضد الحيوان الأليف الضعيف ذي الحافر. يتعجبُ البعضُ من
أمةِ العرب ويتعجب من جوها الخالي من العلماء الأفذاذ والعقول النيرة والأفكار
المُلهمة ويسأل نفسه أين نَتاج هذا العدد من البشر وأين بحوثهم واختراعاتهم
ومؤلفاتهم المعاصرة والموازية مع تقنيات العصر الحديث. لا يمكن اختفاء حضارة
بأكملها أو قصور ثقافة كانت عملاقة بهذه البساطة، ألا يستطعن...