زمانٌ أضحى الكل فيه مفتياً وقاضياً وصاحب علم شرعي و ثروته العلمية
تنحصر في قراءة روايتين من روايات أغاثا كريستي.
كل يوم همْ في شأن.
فالجمعة يؤصلون وينقحون ويشرحون ويفصلون
والأحد يسكرون ويعربدون
ويُقَبِلون ويحضنون
وعند المناظرة يبحث بين أوراقه المتراكمة على الطاولة ليخرج
ورقة مكتوب فيها (الحرية الفكرية)
متناسياً أننا نتقاسم معه ذات الجملة.
أنت حر أفكارك ولي ذات الحق.
يعيشون حياة الذباب
لا تقع إلا على الجرح
يدركون المنكر وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون
فإنكار المنكر لا يشبع نزواتهم ورغباتهم الدنيوية فالشهرة قد
تَقْصُر عن ذلك.
فدأبهم الانتقاص من الحق وأهله . وسرد الشبهات عن الاسلام
وملته . ومغالطة قران تشربته القلوب .
حينها يجدون لذتهم في الشهرة والعلو والارتفاع. ولعق ما يُدَرُّ
عليهم ليستنطق ألسنا لعقت من إناء الكلب.
متناسقين تماماً مع ارتفاع دخان سيجارة.
فالحق أحق أن يتبع . ولن يرضى مُتَّبِعه من المساس بقدسيته
وشرعيته فيهب هب الأسد مكشرا عن أنيابه للذود عنه .
العلماء وطلبة العلم الشرعي كخليةِ نحلٍ دؤوبٌ عملُها
فلا يتوانون في عملِ خير . وهمهم هَمُ أمة كاملة .
هذا يعمل بالنصح والإرشاد وذاك يجتهد بنشر علم نافع .
والآخر في مخيمات اللاجئين يواسي ويرحم ويعطف ويعين.
كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ ---------- ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا
أعطوا نبيَّ
الهدى والبرّ طاعتهم----------فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا
بنو مجد أمة ،علما وعملا ودكوا صخور الجهل ، دكا دكا
وأولئك الشرذمة يطالبون بالتجديد والجديد ولضحالة فكرهم نسوا و
تناسوا أن الاسلام هو أعظم تجديد للبشرية فأخذهم من عبادة العباد إلى عبادة رب
العباد وانتشلهم من وحل الشرك وشِرك الشيطان إلى نقاء الفكر وسلامة المعتقد.
عمر بن الخطاب جدد في تولي الحكم.
والبخاري جدد وأوجد لنا علم الحديث .
وعمر بن عبد العزيز جدد في الأحكام بما لا يتعارض مع الدليل.
والإمام الشافعي جدد وأصل لنا علم الفقه في ( الرسالة )
ومحمد بن عبد الوهاب جدد في العقيدة وأعادها إلى منبعها الصافي
الزلال وأزال الشوائب والشكوك .
هؤلاء عملوا لنصرة أمة
ورفعة شأنها. وأولئك مختبئون خلف الشاشات ينعقون بما لا يفقهون . وحصروا التجديد
والحداثة في نقض أركان الدين والبحث عن إله آخر ،تعالى الله عما يشركون . متناقضون
تماما مع مبادئهم فلا هم أتوا بالجديد ولا هم حافظوا على الأصيل.
يتهمون حلقات القران بأنها مصانع إرهابٍ وغرف البالتوك تخرج
المفكرين والعباقرة.
بأس الفكر فكرهم وهذا الكيل بمكيالين .
عزيزي : إن أردت الارتقاء بالمجتمع فارتق بنفسك وبحوارك وبفكرك
. واطرح ما يستحق الحوار.
وبالثلاث طلق ببغاء فكرك .
عندها تكون ( المفكر ) لا ( المردد ).