قرار ملكي

قَطِّع، قَسِّم ، جَزِّء ، اسرق ، كُل، اغتصب. كعكة، فطيرة، شطيرة، خُبزة، كِسْرة، شرف !!! اغمسه في الترفْ. ثيابُ قارون التحفْ. صَرفْ. غَرَفْ. مألوف، دارجٌ بينهم في الغابة. انحرَفْ. يا وزير، امنحه الشرقيَ من البلاد. وألفاً من الجياد. جدته ( نوره) وهو من الأسياد. وباقي الشعب أسقطهم تشاد. انظر هذا ( الدُرُّ ) وهذا ( الكهرمان) هذا (مُريح ) وذاك ( خالد ) و( مشعل ) والأخير (منصور ). لم يهبط مثله على مر العصور. رُكن الأمه وعماد الدين، كعمه المنصور. علماء وربك، حكماء، أتدري أنهم كلهم وزراء. كُلهم وزراء. كُلهم وزراء. أبوهم ملك، صحيح. إنها الأمانة والترشيح ترشيح، ترشيح، ما...

وكزةٌ في جنبِ مزهرية .

ما إن وضعت اصبعها السبابة وسمعت صوت رنة الجهاز الذي يُنبئ صاحب الجاكيت والكرفتة المزركشة أنها ولجت كهفها اليومي الذي تتزاحم فيه الدوائر السوداء أمام عينيها مُعلنة طقوس وخزات الإبر التي تتلقاها كل يومٍ ماعدا يوم الجمعة حتى أدركت أن كل من في هذا المبنى يحتقرها. كانت تستديرُ وراء حاجز الاستقبال تبحثُ عن نفسها التي فقدتها بذات الإصبع التي عانقت القلم لترسم خطوطا متقاطعة تُعلن بها انتحارها. تقفُ كل غسقٍ أمام المرآة لتملأ رئتيها بكل الهواء المُهيأ لها، وتُسبل جفنيها لتتدحرج دموع الحنين على وجه كان متوردا نضارة وخدودٍ اشتاقت للورد القاني والذي تكفلت بإسقاطه الأيام لتكشف أوراق الخريف وعواصف...

زفرة عربي.

فرّ الأكسجين وولى وأدبر، وأضحينا كائنات لا تستنشق ولا تتذوق. افتقدنا البضاعة الأصيلة والفرس الأصيل والبائع الأمين والسوق النظيفة والعذرُ أن الزمان أراد هذا والقدر أصابنا بما لا نقوى رده. نلجُ سوق الإعلام المرئي فنرى الهزيل والضعيف والعوراء والعرجاء وهذا مُستنكر ولكن الأشد نكراً أن الهزيل يرى في نفسه البدانة، والضعيف الشدة، والعوراء زرقاء اليمامة، والعرجاء تُسابق الشنفري، فأضحى الرائي مُرائياً، والشاشة هَشاشة. فيُراودني لماذا يُقدَّم السُّم مع وجود الشفاء، والآسن مع توافر العذب، والنتن عن المستطاب. ثم وزيادة عليه ها هي تلك الموائد عامرة، وبالزوار مزدحمة، والطرقات إليها تعج بالرائح والغادي. وذات...

عشرينيات العشرين

سألني ذات مرة (عشيري) عن ماذا لو عادت بي عجلة الزمان وغاصت بي سراديب السنين والدهور والأيام ففي أي عصرٍ أريدها أن تقف وفي أي مكان أود أن أختار؟ فقلت له بلا تردد فالحلمُ كان في رأسي قد عشعش، والأماني في صدري مستوطنة وما جرى على لسانه معي كان يجيش في خاطري منذ زمان! أجبته والحسرة على محياي، هي القاهرة ساحرة عقلي وعينيّ، وفي العشرينيات من القرن العشرين غاية منتهاي. فالقاهرة للأعادي قاهرة والنيل هو: النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ والجنةُ شاطئه الأخضرْ ريَّانُ الصَّفحةِ والمنظرْ ما أبهى الخلدَ وما أنضرْ ! فسرح خاطري وجال، فإذا أنا في شقة العقاد، استنشق الغبار وأتصفح كتبه وأتقلب داخل مكتبته...

الزلايب المُستضبعة .

أسوقُ العذر مُقدَماً، وأجتلبُ العفو مُعظِماً، القراء الأفاضل والأخوة الأكارم، لِعنوانٍ مُهلْهلاً كتبته، وأحرفٍ عامية نسختها تَقَدمت مقالي، ولكن عسى أن تجدوا لي بين طيات عفوكم صفحاً وفي شمائلكم حلماً وصبراً. فأنا ثائر مُغاضب لا غير. من أسوء ما تراه في بني جنسنا ما أسميته ( ذو الدّجلتين )، دجَّالون عياناً، دجَّالون إضماراً، يتسلقون الأسوار ويقفزون الدور، بِخُبثِ سريرة وسفالة هيئة، يُحاك في صدورهم الإثم والعدوان بعد أن رضعوا ألبان الثعالب وربوا جحور الأفاعي، طلقوا الإنسانية طلاقاً بائناً والتحفوا الشعر والصوف كقطة تلتصق بك ثم تخدشك وتصيبك بالمرض. جمعوا بين خصلتين أحلاهما العلقم، فإلى نفسه...

تسوييد بلا تبييض.

في شهر فبراير من العام الماضي دوت أصداء صحفنا المحلية ومجتمعنا بأحداثِ تهمة الفساد والرشوة والغش التي نُسبت إلى منسوبي إدارة التربية والتعليم في منطقة حائل متمثلة في رئيسها والقابع على قمة هرمها يومئذ الأستاذ: حمد العمران. وقبل الخوض فالمسلمُ ليس من أخلاقه الشماتة بأحد ولا الاستهزاء بأخ و لا التهكم بظالم أو مظلوم ولا الفرح بمصيبة تقع أو تهمة تُدفع. هذا إلا أن المجتمع – أي مجتمع – فيه من التفاضل والتباين في الأقدار والأرزاق والقامات والسمات والأخلاق فهناك الشريف والصادق والخائن والكاذب. وكلنا يجمعنا مسكنٌ واحد ووطن أُم نقفُ عليه وقفة الأمانة وموقف الإخلاص ونعتنق الشرف وننبذ اللُؤم فهذا...

انطلق من داخلك.

يربض على القلوب جاثوم الذل، ويستحوذ على التفكير مبدأ التشاؤم من سحابة أظلت بضلالها على أركان حياتنا وجنبات دنيانا حتى أصبحت حالة مرضية مستعصية العلاج حلت في القلوب وأنشبت أظفارها كشوكٍ انغرس في لفيفة قطن فإن أنت تركتها وخزت وإن أنت نزعتها مزقت. فتنظر لمن حولك فلا تجد كفاً يحمل شعلة التفاؤل أو قلبا أُشرب بإيمان الرضا. هي نارٌ موجودة ولهيبها محسوس ودخانها متصاعد ولكن لن يُطفئها تعنيف، ولن يُخمدها عتب، ولن يهمدها توبيخ. فإن لم تحمل الماء ولو في كفك فستصلاك تلك النار وتُحرق جلدك وتخنُق أنفاسك . في مجتمعنا لن تجلس في مجلسٍ أو تقعد في مقعدٍ إلا وتسمع مُنتحباً ينتحب. و مُتأوهاً يتأوه، وشاهقاً...

زوابع الفؤاد .

مع النشأةِ بصمةٌ متجذرةٌ لا تقتلعها آلة، ولا يمحو أثرها ريح السنين، كالنقش على الحجر والنحت في الصخر، عذراً فأنا مُخطئ فالحجرُ يتكسر والصخر يتحطم. بل هي نقشٌ بإبرة خياطة دقيقة الرأسِ على جدارِ قلبٍ كان ينبض بالأمل ويدفعُ الحياة دفعاً عسى أن يُحيي جسداً يتصارع صُبحه مع كتائب ليلِه. أغمضْ عينيك فما إن ينغرس رأسُ الإبرة لتجترح النقش حتى تتنبه كل شعرةٍ في جسدك فتمدُ أعناقها لتستجلي ما الخبر داخل هذا الغضّ الطري الذي لا يملكُ درعاً يحتمي به ولا سيفاً يُدافع به رأس الإبرة وهي تمشي الهوينا تاركةَ أثر الدماء خلفها و خاطّةً ما يستحق أن يبقى نقشا أحمرَ قانياً. طار غراب الرأسِ فارتقى الجرح وأصبح...

جُمجُمةٌ من حديد ..

لزاماً عليّ وفي مستهل حديثي أن أنطلق من قاعدةِ متينة أراها مناسبة للواقع والمقال وذلك لمنع المناوشات ودرأ الأخطار والمُهلكات وهي حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأسِ كل سنة من يجدد لها دينها). وقد ذكر الكثير أن التجديد يُقصدُ به العودة للنبع الصافي والمصدر الزلال وهما (الكتاب والسنة) بعيدا عن شوائب التعصب والقُدسية والتقليد. فالتجديدُ سنة الله في كونهِ العظيم نلحظها تدبُ من حولنا ونشعرُ بها في كل مكان. قلت هذا ونحن في مجتمعٍ نشأنا فيه صغارا نلعب ثم شبابا نتعلم ثم شيوخا نعجز نتلقى فيه سيلا جارفاً من الوعظ الإسلامي والإرشاد الديني والبيان...

( سَلْبٌ )

 بحثتُ في الصباح،  في المساء، وعند الشجر . حلقَ العقلُ ثم أطلقَ النظر. غابتِ الشمسِ وطاف موعد السفر . سِرْتُ الجبالَ والوهادَ والطريق الوعر . في جوفي همةٌ لا تبردُ لا تتعبُ لا تستقر. ، أخفوكِ. غطوكِ. كَفروكِ. حجبوك كما الغجر . دفنوك تحت الحجر . ، مجرمون يخرقون المضاجع . سفاحون ينثرون الفواجع . ، أحفادُ أحفاد يهود. نقضوا العهد والعقود . أعلوا الجُدرَ والسدود . مكَّنوا الوحشَ والقرود . ، أين الزهور والإقحوان أين لحظات السعود.  أين الروض والسحاب ذات الرعود . ، اقذفي يا سموات ومُجي الروح لا تُحتٓضر . اقذفي يا سموات شهباً تخسفُ بمن غدر . أمطري نعم أمطري...