بين جوانح الصدر لهفةٌ ولوعةٌ
واشتياق من أثر نوازل الأيام، ومُكابدة القهر والآلام.
فما الحب إن لم يكن لذة يغمرها
وجع؟
وشهية يناكفها امتناع؟
ومُتعة يُنغصها أنفه؟
ولهفة يُعارضها إعراض؟
ولوعة يضايقها مجافاة؟
أو شوقٌ يُكابر عليه حبيب؟
كلها تُعمِلُ في القلب كما تُعمل
المَعاول في الأحجار الصم حتى نسمع لها صليلاً وزجلاً.
بل ما الحب من غير حنين، وما حنينٌ
من غير ضياع، وما ضياع من غير فتاة قضى عليها القدر بمكانٍ ناءٍ بعيد.
حنينٌ يصحبه أنين، وأنينٌ بكفه مباعض
الجراحة،
يجرح، يُدمي، يستثير أمطار العيون.
يُمازجه عزلةٌ عن البشر عسى أن
يكون حاجزاً عن إزعاج البشر.
هي كذلك الأيام عندما تمضغُ
بأضراسها أوقات التزاور من أطباق الحُبِ ثم تتلمظ وتلوك أقداراً كُتبت ثم تتمطق
بلسانها بعد أن لذَّ لها المذاق الذي نحاول معه الامتناع والإحجام فيذهب جهدنا مع
رياح تلك الأيام، التي تُقابلنا بظهرها وتلتفت لنا وهي تُرْمِزُ بحاجبيها عجبا
وسخريةً وتهكماً.
هو الحنين المُلقى على فراش الموت
يرتجي نوالاً من محبٍ ولو كان قميصا مُوشىً برائحة حُبٍ كان ينتشي بها لحظات
العناق.
كُنا وكان ثم مازلنا وزال.
بتنا وبات حتى بِنَّا وما بان.
أُواه هل من تلاقي يهبُّ من تحت
أطباق رمسهِ ينبعثُ ينفضُ عن أكفانه تراب الوداع والانفصال.
أُواه هل من حبالِ وصلٍ تصل ما
انْبَّت وانقطع.
أُواه هل من ترياقٍ يُصَبُ في
أوردة المُتلهف المُشتاق الوالهِ من ريقِ ذاك البعيد.
أُواه منك أيا ذاك البعيد.
أيا ذاك البعيد......