بعد أن تناولنا للخصومةَ التي تعرض لها ( أردوغان) في وقت سابق. فسنأتي هنا إلى ذكر الرجل الثاني الذي أودُ أن أُلمح له ولو بلمحةٍ وأوجز له بمُوجِزٍ عن أقواله وأعماله ومما رأيت من صفاته الكريمة وأخلاقه النبيلة وكيف قوبلت بالملاحاة والهجاء.
هو – كما رأيته – أحمدٌ وراشدٌ وسعيدٌ وهذا رسمه وصفته واسمه ، ففضل الله واسعٌ يؤتيه من يشاء، فطابق الاسمُ الحالَ والصفةُ وافقت الموصوف.
حمل شمعةَ العلمِ بيده، ليسلط ضوءها على أركانٍ مظلمة، وزوايا حالكة. بعد أن كان الكثير منا يسير في دروب العتمة والسواد، ويتخبط ويحتطب كما ساري الليل وحاطبه. جاء وأهدى لنا سراجاً منيراً، وقنديلا مضيئا. ينير الطريق ويضيء الوجهة ليميز الصالح من الطالح والطيب من الخبيث. والفصل بين صادقٍ وأمينٍ ومُخلِصٍ وبين كاذب وخائنٍ ومحتال. في زمنٍ هو زمنُ المتاهاتِ وعصر الظلماتِ والأزمات.
تجده حينا مفكرا عميقاً، وتارة أديباً باهرا، حريريٌ في مقامَة و معريٌ في قصيدة. ومن هنا انفجرت براكين الحقد والحسد وسالت من فوهات خصومه حمم الحنق والغضب. اختار طريقاً يكشف فيه الحركة المتصهينة في مجتمعنا متمثلةً في قنوات ومؤسسات إعلامية كقناة العربية وصحفية الشرق الأوسط والجزيرة والرياض.
لم يحارب شخصا لذاته، ولم يقاتل أحداً لمصلحة في نفسه، بل سعى للسلم والسلام، والصلح والمهادنة. هو فقط سلط الضوء، وأخضع الأمر للدراسة. فأذعنت له الحقيقة، فكشف المؤامرات، وأظهر الخيانات، وأبان الصداقة من العداوات. أزال الغُمة، ومحا الظُلمة، فأسفر الفجرُ، وتفتحَ الزهرُ.
لم يذكر شيئا لم يذكروه في وسائلهم الإعلامية، فقط هو محَّص وتعمق وتَبَحَّر. ومما أورده حربُ هذه المؤسسات والقنوات على الحركات الإسلامية وكيف يستهزء أصحابها بالدين والإسلام والقران. وأيضا كيف ذهب بعض إخواننا لِلعقِ أقدام اليهود والصهاينة وكيف قدموا ما يستطيعون لإرضائهم ونيل ودهم وطلب عطفهم. ليس لسبب مقنع، ولكن هو طبع من يتَّبِعُ من يعطيه قطعةَ اللحمِ الأكبر.
قمتُ بزيارة لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية فوجدت ماذكر الدكتور أحمد بن راشد صحيحا وحقيقة. وكيف أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تُعيدُ نشرَ مقالات من يُطلقون على أنفسهم ( مثقفون) والذي تتواءم أفكارهم وكتاباتهم مع سياسةِ وخبثِ ودناءة اسرائيل. خذ مثلا لا حصرا: ( أمل الهزاني) و ( نبيل الحيدري) و ( محمد ال الشيخ ) و( عبد اللطيف الملحم) و ( عادل الطريفي) و الكثير الكثير. ولكن خذ مني النصيحة فقبل أن تقرأ لهم عليك بتناول دواء ( البروميسازين) الذي يمنع التقيء والغثيان لأنك ستجد رائحة الخيانة وسم الغدرِ ونتانة الأخلاق.
ابن سعيد لم يكذب على أحدٍ ولم يفترِ، فهمْ من يتمنى ويحلم بدولة اسرائيل الكبرى وموت كل ما هو فلسطيني وعربي.
ابن سعيد عرَّى قناة العربية ونزع عنها جلبابها وبيَّن كذبها ودجلِها وكيف تصنعُ الكِذْبة مثل جبل أحد ثم تُرسل خرافها للتحليل والتزيين و الإقناع بأن هذا هو الحق المُمَحص من الخداع والغَرَر.
ستجد عزيزي القارئ أن من حاربوا الدكتور ابن سعيد على ثلاثة أضرُب:
الأول: رُؤساءُ الإعلام و العاملون المباشرون في قناة العربية سيدة التصهين وقِبلة الفاسدين من مذيعين ومذيعات وممن لا يختلف عندهم لقمة العيش أحلالٌ كانت هي أم حرام.
الثاني : من لا يعمل في القناة بشكل مباشر وهم على صنفين إما أنهم قد استضيفوا سابقا في برامجِ القناة ويريدون المحافظة على هذا البريق واللمعان المزيف. أو أنهم يسعون ويحلمون بالجلوس أمام كاميرات العربية.
الثالث: وهم (القُطعانُ) كما أصفهم وهم الأغلب وممن رأى عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه وهم ملوك الحُمْق. فالبَلَهُ وضَعهم تيجاناً على رأسه والغباء يأخذ منهم وصفه. المنقادون وراء تماثيلهم والساجدون الراكعون لأصنامهم فإن يمن الصنم يمنوا وإن شمَّل شملوا. لا يفقه إلا ما لُقِن ولا يصدِّق إلا ما أُخبِر. عطلوا العقول وعاشوا دون المأمول. فالأفئدة خاوية، والقلوب كالأكوازِ مجخية، لا تعرف معروفا ولا تنكر منكراً. وبالعامية نَصِفُهم بـ ( يدربي راسه (
هذا ما فعله أحمدٌ بن سعيد, فلماذا تنادوا في النوادي ( أن اقبلوا معاشر القطعان ) ولماذا اصطفوا كلهم في صفٍ واحدٍ ضده إن لم يكن على حق؟ وإن لم يكن أصابهم في مقتل؟