أمطرت
سماوات حائل ، وجادت السماء بما لم تجد به من قبل، وما ذاك إلا بفضل الله ومنته
وعدله وكرمه،
ولكن
يأبى الإنسان إلا وأن يكون كفوراً جحوداً ، وخاصةً إذا كان مسئولاً ، فلا شيء يملأ
فمه البغيض الذي تفوح منه رائحة الفساد والخماج.
عزيزي
، عذرا لست بعزيزي ، أيها الشيطان العنيد وحفيد إبليس اللعين، تأتيك المليارات
لتنشئ الطرق وتبني الجسور وتمهد مصارف المياه والسيول وتأبى إلا أن تأكلها ..(أكلك
الجن والعفاريت )
أيها
الشيطان: افترشْ سفرتَك الباذخة واحتسْ قهوتًك اللذيذة من أموال المساكين وحقوقهم،
نعم أيها الشيطان المسؤول: عليك بتكبير خدود أبنائكم و تنفيخ أردافهم من ميزانيات
الطرق والمشاريع، وأي جسم نشأ من الحرام فالنار أولى به ، وعليك منا الدعاء،
وسيأتي يوما تحتسي ذات القهوة وتأكل ذات السفرة ولكنك جالسا على خازوق جهنم تبتلعه
جمرا وقيحاً.
أيها
الشيطان : كُلْ لا متعك الله بها ، ولكن كن عادلا ولو في الظلم.
فكما
رصفت شارعك وأنرت أرصفة حيِّك وما حول قصرك، وأمددته بمشاريع الصرف الصحي وتصريف
السيول .
فلا
تنسى (العزيزية) المكلومة ، و (البادية) المظلومة ، و (مغيضة) بنت البطة السوداء ،
و (لبدة) حي الفقراء .
ومابقي من أحياء تأبى نفسك ( المخيسة) أن تمر عليها وترى ما بها .
أيها
الشيطان الطماع / القيادة العليا تعلم أنكم فاسدون فهي ترسل لكم الأموال مضاعفة
فهي تحسب حساب جشعكم ولؤم طبعكم ، فخذ من الزائد ( يا مال الزائدة ) و أعط الطريق
حقه.
الأمطار
دائما ما تكشف رداءة مشاريعكم وفساد قلوبكم من أكبركم وحتى أصغركم.