أخبث الشياطين




أمطرت سماوات حائل ، وجادت السماء بما لم تجد به من قبل، وما ذاك إلا بفضل الله ومنته وعدله وكرمه،
ولكن يأبى الإنسان إلا وأن يكون كفوراً جحوداً ، وخاصةً إذا كان مسئولاً ، فلا شيء يملأ فمه البغيض الذي تفوح منه رائحة الفساد والخماج.

عزيزي ، عذرا لست بعزيزي ، أيها الشيطان العنيد وحفيد إبليس اللعين، تأتيك المليارات لتنشئ الطرق وتبني الجسور وتمهد مصارف المياه والسيول وتأبى إلا أن تأكلها ..(أكلك الجن والعفاريت )

أيها الشيطان: افترشْ سفرتَك الباذخة واحتسْ قهوتًك اللذيذة من أموال المساكين وحقوقهم، نعم أيها الشيطان المسؤول: عليك بتكبير خدود أبنائكم و تنفيخ أردافهم من ميزانيات الطرق والمشاريع، وأي جسم نشأ من الحرام فالنار أولى به ، وعليك منا الدعاء، وسيأتي يوما تحتسي ذات القهوة وتأكل ذات السفرة ولكنك جالسا على خازوق جهنم تبتلعه جمرا وقيحاً.
أيها الشيطان : كُلْ لا متعك الله بها ، ولكن كن عادلا ولو في الظلم.
فكما رصفت شارعك وأنرت أرصفة حيِّك وما حول قصرك، وأمددته بمشاريع الصرف الصحي وتصريف السيول .
فلا تنسى (العزيزية) المكلومة ، و (البادية) المظلومة ، و (مغيضة) بنت البطة السوداء ، و (لبدة) حي الفقراء  .
ومابقي من أحياء تأبى نفسك ( المخيسة) أن تمر عليها وترى ما بها .
أيها الشيطان الطماع / القيادة العليا تعلم أنكم فاسدون فهي ترسل لكم الأموال مضاعفة فهي تحسب حساب جشعكم ولؤم طبعكم ، فخذ من الزائد ( يا مال الزائدة ) و أعط الطريق حقه.
الأمطار دائما ما تكشف رداءة مشاريعكم وفساد قلوبكم من أكبركم وحتى أصغركم.
وستقفون بذات الترتيب يتقدمكم كبيركم الذي علمكم الغش أمام جبار السموات والأرض.




مجلس الوزراء السعودي هل هو في السعودية .





بالأمس عُقد مجلس الوزراء السعودي، وخرج لنا بنتائج غريبة وكئيبة كعادته ولكن هذه المرة كانت أشد غرابة وأشد دهشة. فقد خرج بقرارات من ضمنها :
1.     مناشدة المجتمع الدولي بتقديم مساعدات للمتضررين في ميانمار .
2.     مواساة الشعب الفلبيني من جراء الإعصار الذي تعرضت له جمهورية الفلبين وتقديم مساعدات مالية تُقدر بـ 10ملايين دولار .
والقارئ لهذه القرارات يستشف أن المملكة لا تحتاج إلى المساعدات الدولية أو المواساة الحانية، ولكن في الحقيقة ومن خلال النظرة عن كثب على الداخل السعودي الفاضح فسترى العكس تماما وخاصة مع الأحداث الجارية لهذا الاسبوع كتهدم المباني والمطارات وغرق المنازل والأسواق وإقفال الشوارع والطرقات وأيضا المعارك الإثيوبية في ساحات ( منفوحة )  والتي تجاهلها تماما مجلسنا الموقر والذي يمثل قمة الهرم في السعودية .
ليس بجديد النظرة الحنونة والتي يحنو بها هذا المجلس على الشعوب في أصقاع الأرض من تضميد للجراح أو إغاثة لمنكوب أو متضرر أو مريض ، فبالأمس القريب كان هناك حالة مرضية في المنطقة الشرقية تناشد حقها في العلاج في المستشفيات السعودية ولكن كالعادة لم تجد من يجيبها، وفجأة وفي نفس اليوم يصدر قرار ملكي باستقدام حالة مرضية إيرانية وعلاجها على حساب الملك عبد الله.
وهذا الأسبوع مدن السعودية تغرق من جراء السيول والأمطار السنوية المعتادة، وهؤلاء الوزراء غافلون نائمون عامدون ثم يجتمعون ويقررون مساعدة دولة الفلبين .
يا ترى هل تعلم هذه الزمرة بما يحصل في الأحياء القريبة منهم في مدينة التقدم والحضارة مدينة ( الرياض) ، فقبل ليلة من الاجتماع غرقت شوارعها وتحولت من مدينة صحراوية جافة إلى مدينة تقبع على شاطئ البحر.  
وهناك أيضا مدينة (جدة) التي لم تنسى موتاها وغرقاها، ولم تنسى كذلك القرار الملكي بمحاسبة المقصر والفاسد مهما كان منصبه واسمه، ولكنها قرارات ملكية ورقية لا أكثر ولا أقل فنحن لم نسمع أية محاكمة لمسئول.
لا يخفى على الجميع ما يحصل في المدن الكبيرة فهناك الإعلام والصحافة ولكن أغلب المدن السعودية الصغيرة المظلمة تصيبها الويلات واللعنات ومجلس وزرائنا نائم فوق سريره متغطيا ببطانية فساده. وكأنهم ينتظرون أن يضربنا إعصار الفلبين ليفيقوا. لا نطالب بالمستحيل ولكن نريد أهون الشرور.
كذلك يا رئيس الوزراء سؤالي البريء هو كيف يتم اتخاذ توقيت قراراتكم؟. فمع هذه الفيضانات وهذا الشوارع التي أصبحت مسابح أولمبية ومع مناشدة الجميع في الصحافة والإعلام بالاهتمام والنظر في هذا الفساد المنتشر تخرج لنا هذه القرارات وكأنها عين الأم الحنونة على أطفالها الفلبينيين، متناسية أطفالها السعوديين وكأنهم أبناء البطة السوداء . هذا إن تجاوزنا ( ميانمار) وأن المناشدة كانت للشعب المسلم فيها .
أعط الفلبين المتقدمة عشرة ملايين لمصالحك السياسية الخارجية ولكن أيضا تستطيع منح شعبك عُشر هذا المبلغ لأنك مسئول وراعي لهم .
يا أخي حتى سوريا لم يتطرقوا لها ، ماذا حصل ؟
طرحتُ المشكلة وسأقترح الحل ولو من وجهة نظري فقط ، و الحل هو أن يتم تفعيل ( الواتس أب ) فورا في هواتف رئيس الوزراء ونائبه و نائبه الثاني و أيضا لـ خالد التويجري، فربما قد يلتفت لنا القدر .