لو سُئلت وقيل لي : ما القلب؟
فلن أتوقع أن أجيب بأنه عضو داخل القفص الصدري يضخ الدم في أجزاء الجسم.
فهو أكبر من أن يعرَّف بهذا التعريف التقليدي.
ولكنه بيت كبير لكثير من المشاعر والأحاسيس.
التي تختلج الشخص من وقت لآخر.
وفي هذه اللحظة بالذات.
فيظهر لي أنه عضو مكون من طابقين.
في الطابق الأعلى يوجد مصنع للدموع.
متصل بأنابيب خاصة .
تتصل بالطابق الأرضي الذي يعمل كمستودع لما يصنع في الأعلى.
وكأنه بئر لا ينضب.
وعند اللحظة الحرجة.
يفرز ما بداخله إلى خارج الجسم.
لا تستغرب. فربما كان كلامي صحيحاً.
ويثبت لنا العلم في القرن القادم صحة ما أقول.
فهو عضو غريب معقد التركيب.
فحتى الأعصاب المتصلة به تعمل في اتجاه واحد.
فعندما تأتيها النبضات العصبية لإخراج الدمع.
فهي لا تستطيع عكس الإشارة وإخبار المخ بأنه يجب إيقاف هذا النزيف.
بل يظل ينزف وينزف...
حتى يصل إلى موقف صعب.
وحسرة ستبقى جروحها إلى الأبد.
وحروق لا تتذكر سوى أجمل اللحظات وأسعد الذكريات
مع مهجة الروح.
وذلك بعد أن قال الزمن كلمته الأخيرة
وأصدر أحكاماً ظالمات
ويبقى في شعور اللاشعور.
مجرد آلام وأنين.
بطينان وأذينان
تنتعش بالماضي. وتتألم بالحاضر.
ولا تسمع فيه إلا صدى كلمة واحدة.
( أين أنت )
ولكن الله عندما يقول كن.
فلا فرصة لنا إلا بالرضاء والاستسلام.