وطنٌ بلا تشويش .



رأيته يتلوى والألمُ لصدره معتصرا، ولمهجته آخذا، قاطب الجبين، منقبض الفؤاد، محتقرا كل جميل، مستصغرا كل عظيم، مسدود النفس، ران على وجه الهمُ والغم. يشتكي امرأةً لجوج، وأبناءً كالراجوج، هي ما إن تنتهي إلا لتبدأ، وهُم ألسنٌ لا تهدأ، أحالوا نهاره سوادا، وصيفه شتاءً، بل ما إن تتنزل صاعقة إلا تخيَّلها واقعة على رأسه، ولا نقمةٌ إلا مصيبةٌ هامته. يدخلُ بيته ليهرب منه كفأر رأى ثعبان، نزحتْ عنه الشجاعة وهجرته البسالة، ابتلع حبوب اليأس فأصابه داء القنوط، وتجرع كأس العزلة فشرِق بشربة الهزيمة.
قال له صاحبه بعد أن تلمس موضع ألمه: ما أصابك إلا صنع يدك، وما أضعفك إلا قلة حيلتك، أجلسك الزمان على جبل باذخ، ففارقته في هبطة من الأرض، فسقط عليك الجبل. فلفعلك فاحتمل، إن كان داؤك في بيتك فدواؤك في بيتك، وداوِها بالتي كانت هي الداء، كُن مع زوجك وأبنائك كما كان أبوك معك ومع أمك، لا تكترث بمقولات الحداثة، ففي الأمر سعة، فالبرود المُطرَّزة لم تختصمْ وأحذية باريس المرتفعة، ولكن السر في المزج والخلط، فإن كان بيد حكيم ماهر، فهو الدر والجواهر.
كان الأبُ يوقظ الابن للصلاة أداءً لا قضاءً، يأخذ بيده في سراديب ومتاهات الحياة، يركبان راحلة القصص والروايات وحكايا الماضي ومغامرات الأجداد وفضائل السير وبطولات الأيام ليقطعوا شعاب الليالي ووَهَدات الأسحار. كان الأب "الأمي" يحكي قصص الأنبياء وحكايات الصحابة وروايات التابعين، يسرد -للأبناء وأمهم يتحلقون حوله يغشاهم الأمن وتحوط بهم الألفة- النوادر والحكم والطرائف، فتبرق ابتسامة، وتدوي ضحكة، ويغدو البيت حديقة غناء، وردة تعشق وردة وتحرسهم وردة، هو هكذا البيت وربُه، فالفلاحُ يُهمل أرضه فتصبح مسكنا للحشرات والأشواك، تختفي خضرتها فتبدو غبراء مقحلة وأرض جرداء، وآخر يُحافظ على ريها ويُبعد يابسها، يجعل لها أوقات السقاء وأوقات الزرع وأوقات النزع فتعشقه أرضه وتبادله ينعاً بمحبة، وثمرا برعاية، وعبقاً بحراسة، تغدو جنته وفردوسه، وطمأنينته ومستقره. كان الأب في محرابه يلجأ إلى العلي القدير أن يبارك له في ماله وذريته وأهله، فيجهد بأن يسلك طريقا محفوفا بالبركة، فتسمو به النية الصافية في معاريج العُلا فتتراكمُ سحابا يُزاحم بعضه بعضا ثم تتهطل قطرات مِلؤها الرحمة وبردٌ تُشكله ألفة، فتُزهر الأنفس وينبتُ منها نبات الإخاء والمودة.
حياتنا الاجتماعية لم تفرقها تقنية ولم تُشتتها شبكة، بل نحن تركنا مكابِحها فهوت، وفارقنا مِقودها فغوت، وإلا فالكف الذي كان يحمل الوردة مازال هو الكف، والمبسمُ الذي كان ينشقُ عن اللؤلؤ مازال هو المبسم.

لنُعيد النظر إلى قدراتنا وإلى سرائر أرواحنا فنحن نملك عصا التحكم، ولنتخلى عن عروشٍ وضعنا أنفسنا عليها من غير أن نستحقها.

طريق العلم الأوحد.






لم تسعفني الذاكرة لتذكر كم كان عمري عندما طرقت سمعي حكايةٌ مفادها أن علماء الولايات الأمريكية أرسلوا لعلماء اليابان إبرةً لا تُرى بالعين المجردة لإثبات قدرتهم وحد تفوقهم في العلم وتقدمهم في الاختراع، فما كان من علماء اليابان إلا أن قاموا بثقب تلك الإبرة وإعادة إرسالها للولايات الأمريكية التي وقف علماؤها موقف الحيرة والدهشة والاستغراب.
أحقا كانت تلك الحكاية أم خُرافة؟ فكلاهما في مقدمة الركب يقودان، وأفُكاهةً كانت تلك الحادثة أم هُزالة؟ فالبلدان في نعيم العلم يرفلان، يقودان الأمم من كهوف الظلام لفسيح الأنوار، ويرفلان في نعيم المجد فلا يزاحم أقداهما قدم. يقول زكي نجيب محمود: "لا نهضة عربية إلا بفتح المختبرات للطلاب والعمل بالتجربة والأخذ بقوة بجانب العلم التجريبي"، سئمنا التنظير وحفظ القوانين، ينهش العجزُ قلوبنا جراء أسئلةَ عرِّف، وضعْ علامتي الصح والخطأ. نحن قومٌ لم يخلقنا ربُنا ناقصي أذن ولا عين، ولا زواحف أو نمشي على أربع، نحن بشرٌ كما هم بشر، ولكن حظنا جعل طريقنا مسدود، وسبيلنا مردوم، في غرفٍ محصنة، خاف منا أحدهم فأقر: كمموا الأفواه، ابتروا الأصابع، فقئوا الأعين، نحن أعلمُ بالضرر والضرار. في أبنائنا حباً للاستكشاف سُحق، وشغفا بالغوص في الأعماق خُنق، وولهاً بالتجربةِ والمشاهدة مُحق. تنبجسُ منهم أنوارُ محبةٍ لفتح الأصداف لا يقل وميضا عن إشعاع الآخرين، الفارق أن أشعتنا كلما أبرقت اصطدمت بمرايا الخوف والمنع والاستبداد فإما أن يعود حاسرا منكسرا إلى مبعثه، أو يتسلل من خلال الشقوق لعله يجد سبيلا كما السبيل التي سلكها أحمد زويل.
في التاريخ عظات وعبر، وقف عِلم اليونان عند الوصف والمشاهدة فما أحدثوا ثورة، ثم أخضعها العرب للتجربة والتحقق فترجرجت أركان الأرض، ثم خمدوا فخمدت، ثم أكملها الغرب الحديث من داخل المختبر فتزلزت السماء قبل الأرض.
أعجب من وفودِ رجال تعليمنا عندما يقومون بزيارة لليابان مثلا فيما يسمونها زيارات لتبادل الخبرات! العجب يدور في فلك أن هناك من يعلم سر النجاح ولكنه لا يشتهي!

عودا إلى حكاية اليابان والولايات الأمريكية فقد سبقهما "أبو حيان التوحيدي" بألف سنة  عندما ذكر في امتاعه ومؤانسته بأن فيلسوفا نزل بمدينةِ فيلسوفٍ آخر فأرسل الفيلسوف المقيم إلى الزائر كأس ماءٍ ملأى يُشير إلى غزارة علمه واستغنائه عنه، فما كان من الفيلسوف الزائرِ إلا أن طرح في الكأس إبرةً يُشير إلى أنّ علمَه سينفذ في علمِه. هي ذات الأسطورة إذن، تتناقلها الركبان وتُحورها الثقافات، والنتيجة أن هناك أمةٌ تعمل وأخرى تستغني بالوصف والحكاية.

الوعي المزيف.







الكلامُ صَلِفٌ تيّاه، لا يستجيبُ لكل حال، فلا أقوى أن أُحضر دِّقه وجِلّه، ولكن سأحاول أن أجلوه لعلكم تلحظونه بردائِه وإزاره. تسحرنا الصورة، ويشد عنان عقولنا جمال التصوير، نرتعي من موائد الأفلام الوثائقية حد الشبع، نُثَبت عقولنا كأهدافٍ في مرمى سهام نشر العلم بالطرق الحديثة، فتصيبُ منا في مقتل ونحن نرجوه في مأمن، نستقبل بلا تمحيصٍ رسائلَ وراءها فكرٌ مؤدلج، وصورٌ تكاد تكون صحيحة.
من الأكيدِ أن مشاهدة الفيلم الوثائقي أمتع للنظر، وأيسر على الفهم، وأقدر على التذكر، وأرسخ في الذاكرة. ولكن يجب الحذر من المعلومة المغلوطة والثمرة المُثلَّجة والهدايا المُغلَّفة.
كنا نقول لا تُصدق كل ما تسمع، واليوم نقول لا تُصدق كل ما ترى، وراء كل صورة قناة، ووراء كل قناة شخص، ووراء كل شخص فكرة، والفكرة تحتمل الخطأ أكثر من الصحة، لأن الحقيقة ناصعةٌ واسعة، فيتم اختزالها في رُكن أوحد، ويُنظرُ لها من خلال زُجاج المُعتقد ودخيلة النفس، ثم تُشكلُ من صلصال مصلحة الشخص وطين طائلةُ المكسب.  فالاختزال هو انتقاء ما نريده أن يُسمع ووأد ما لا نريده تحت أرماس التراب. الكثير من المسلمات التي كنا متيقنين من صحتها، أثبتت خطأها مع إشعالِ أول وهجٍ من مصابيح التعلم، وورود أول منهلٍ من مناهل الكُتب.
شخص ما يملك مالاً كَرِمال نجد، تنبتُ فيها أشواك حمضية، فمن السهولة عليه بمكان أن يُزينَ شوكه ويبعث فكرتهُ ويُؤثر بها ويقود المجتمعات المُغيبة، بإخراج متطور وسرد مُختزل للحقيقة ولكنه مُقنع. شخصٌ ما يملك نصف علم، فيُفتي ويشرح ويُصنف ويخلط باطله بالحق فتُصدقه الحشود ويقع المحظور. في حادثة تفجير أبراج التجارة، تجد العشرات من الأفلام الوثائقية تناولت هذه الحقيقة، كلٌ منها حسب مصلحة صانعيها ومُنتجيها، فهذا يُؤل وذاك يُفند والمُشاهد يتوه وتضيع الحقيقة الناصعة.
صنيعُ العقل قبول الأمرِ أو رده، تطييبه أو تشنيعه، ويستطيع ذلك إن كان المعروض غير متلبسٍ ولا مُستتر ولا مزيف ولا مُزور، ولكن بضاعة اليوم مُزجاة، تخلطُ بين العُلَبِطَ  والسَّجاج، وبين العسلِ والماء. فإذا كان العقل لا يملك أدوات تؤازره وتُسانده، ومعاول تُناصره وتُعاضده، فحتما سيقع في الوعي المُزيف.

هنا ومع هذا السيل الهادر لابد وأن يكون للفرد قاعدة متينة من الثقافة وبُعد النظر، وسلاحا نافذا من النظرِ الناقد، والعقلية النافذة التي تتورع عن الهفوة، وتبتعد عن الكبوة، ووحدها القراءة هي من تمنحك قاعدة واسعة تستطيع بها المقارنة والمفاصلة ورد الشبهة وتقبل المعلومة. أوجبتُ على نفسي أن أصنع لها درعا متينةً لا ينفذ منها إلا أصح الصحيح، فقد طال الأمدُ على لُبدٍ، ومللتُ أن أبقى قطعة شطرنج.

الأمانة، تموت خنقاً !






أمقت حد العجبِ رجالَ الأمنِ, وأكره حد الغرابة تلك العيون الساهرة، بيني وبينها شناءة، ظاهرها عداوة تُحرق، وباطنها مخاصمة تّتقد. بُغضٌ ما هو بالهزل في موضع الجد، ولا بالجد في موضع الهزل، لا للشخص أقصد، بل للفكر المتذبذب وللفهم القاصر و للطبيعة الجانحة عن الفضيلة وللهوى المُتصادم مع كل حرفِ قسمٍ أقسموا به. رأيتُ جماجم تحت أغطية الرأس قد وجَدت ربيعاً بعد قفرٍ، ومالا بعد فقرٍ، وعزةً بعد صِفر المكانة. لا أُبالي، نعم أمقتهم وما أنا بحسير.
لن أركبَ موجة التعميم والتخصيص، فالمنطق موكل بهما وعقول الرجال ليست على استواء، فلنتخطى هذه العتبة الصغيرة.
يُقال في علم النفس أن لكل شعور داخلي دافع خارجي، ذكره الشخص أم نسيه. من هنا فمَقتِي تلَبَّسني عن حقائق لن تُحيله وِداً، وحَنقي من دلائل تشمئز منها الأنفس الطاهرة. فهاكم من عجائب الوقائع وغرائب البدائع، ما يُحزن السامع ويُؤلم المسامع، وما هي بنقلٍ من بطون الدفاتر، بل عينٌ تراه الأصاغر والأكابر. هاكم ما حاك في الصدر ولم أكره أن يطَّلع عليه الناس.
بالقرب من الحدود الجنوبية تلتقي الأجنبي المخالِف يسرد عليك قصص ألعاب المطاردة مع رجال الأمن، يلقون القبض عليه بين غابات سود، هو وماله، فينجو هو ويهلك ماله. اختلاء بين أشجار، مساومة على مال، يدفع المخالِف دائما ثمن حريته من ماله أو جهاز جواله. آخرُ يقول متحسرا: سلبوا مني سلاحا ناريا كنتُ قد سرقتُه، وهنا انتكاس الموازين فالمسروق أصبح مملوكا، ورجل الأمن سارقا. ودائما ما يُكْمل المُخالف بقوله: ما أرخصَ ثمن الحرية!
كنتُ أعملُ منذ سنوات كسائق أجرة في العاصمة، عرفتُ شاباً من باكستان، أفضى إلي بأسرار التزوير وطرائق الاستغلال وسُبل الهروب المضمونة وأوقات الاستسلام المناسِبة، ودائما ما يكون النجاح حليفه لأنه كما يقول: وراء كل عملية هروب ناجحة رجل أمن يقبِض، ووراء كل سهرة خلّابة ضابطُ أمنٍ يُسَّهِل، وخلف السُتر تُمسكُ الباشوات بأجهزة التحكم.
لا نعلم عن ماذا يبحث الباحث؟ ولا عن ماذا يستخبر المُخبر؟ ولا عن كينونة أمنٍ وراء رجل الأمن؟ المكافئات مُجزية والمرتبات عن غيرها مُستعلية، فأحال الحلال سحتا عن طمع، واللذة سُقما عن جشع.
كُل أمرئٍ راجعٌ يوما لشيمته ،،،،، وإن تخلق أخلاقا إلى حينِ.
عندما اكتمل بناء سور الصين العظيم وأُحكمت أسواره وأبوابه، لم تختفي السرقات ولم ينتشر الأمن، لأن رجل العصابة، دخل من عند حارس البوابة، مُقابل ثمن الخيانة. الأمانة ليست برفع الشعارات الخاوية فحسب، بل تنزيلٌ من غير رياء، وإخلاص من غير افتراء.

من يقود القطيع؟







يحكى أن تاجر قماشٍ دخل سوق المدينة فباع بضاعته كلها إلا الأقمشة السوداء، فشكا ذلك إلى صديقه "مسكين الدارمي" فاحتال له بحيلةٍ لطيفة، وأنشدَ له أبياتا طلب منه أن يذيعها في المدينة قال فيها:
قُل للمليحةِ في الخِمار الأسودِ ،،، ماذا صنعتِ براهبٍ متعبدِ
قد كان شمر للصلاة ثيابه ،،، حتى وقفتِ له بباب المسجدِ.
وانتشر الشعر في شوارع الدينة وذاع، فما ترك بابا إلا طرقه ولا سمعاً إلا ولجه، وما بقيت فتاة مليحة كانت أم غير مليحةٍ إلا وذهبت تشتري خمارا أسود ليُقال لها أنتِ المقصودة بشعر الدارمي. وباع التاجر بضاعته، وارتحل مسرور الخاطر ممتلئ الجيب. 
هذا النص ظاهره طُرفة يخاتلها دهاء، ومزاح في قالب خديعة، يُعربُ بجلاء عن قوة تأثير وسائل الإعلام وسطوتها على عقول المجتمع وقوة تحكمها على اقتصاد السوق ومكسب التاجر. 
أما باطن النص وخلف حروفه البريئة فهناك مؤامرة وحشية وسطو غير مسلح، هناك رسائل موجهة لمجتمع مُستهدف يفطن لها من يفطن. فتيات المدينة ذهبن للسوق وفي يقينهن أنهن في كامل حريتهن من غير إجبار ولا إكراه، فكُنّ يتمخطرن في عرصات السوق تمخطر الظباء الآمنة، يشترين الخُمر السود وما دار في خلجاتهن أنهن مُنقادات، لا يَملكُ أمرهن غير الدارمي ذاته.
هذا النهج هو ذاته ما تعتمد عليه الديموقراطية والحرية الحديثة بزيفها وخداعها في توجيه عقولنا، فالشركات الرأسمالية الكُبرى هي من تتحكم بفعالية في سياسة وثقافة كل المجتمعات.
أصاب خلل بسيط مطعما من مطاعم البيتزا مما نتج عنه عجزُ المطعمِ عن صنع بيتزا الدجاج لمدة يومين، لم يرد صاحب المطعم اضفاء منظر العجز على مطعمه أمام زبائنه المغفلين، فقط وضع عند واجهة المطعم صورتين، إحداهما مُضيئة براقة بألوان جذابة وحجم كبير لبيتزا الخضار، تنتظم على سطحها قطع الخُضار كما ينتظم الدُّرُ على صدر حسناء. والأخرى بتصوير مُبتذل مشوه مُصغر لبيتزا الدجاج من غير إضاءة واضحة. لم يتعجب أبدا صاحب المطعم الذكي من أن كل زبائنه خلال اليومين وبشكل تلقائي لم يطلبوا غير بيتزا الخضار.

نعتقد يقينا بأننا نملك حرية اختياراتنا، ولكن هذا يتنافى مع مبادئ هذا العالم المتوحش، نحن فقط مجرد عبيد وإن تأزَّرنا بالعِتق. عندما أرادت بريطانيا تدمير الدولة العثمانية دُمرت بأفواه البنادق العربية، عندما أرادت الرأسمالية فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية فاز أوباما، عندما أرادوا نشر الأمركة قدموها لنا طُعما مع "همبرجر" لذيذ وفيلمٍ مُثير ودبابةٍ قوية، أثارتنا الأضواء كما أثارت قبلنا "رفاعة الطهطاوي" و "طه حسين"، كل هذا وغيره لعبةٌ يُتقنها الكبار فقط كما أتقنها "الدارمي" في القرن الثاني من الهجرة.




.