عودي .. فالعود أحمد

بُسطت القمم وسُويت التلال وخُفض الرافع فندائي إليك عودي فزماني لم يعتد جفاؤكِ وذنوبي منعت قطرَك وردي ذبل ينابيعي جفت وأرضي أجدبت تنتظر غيثَك غيابك ألم. بُعدك جحيم. أخطو في دجى مظلم أرفع واحدة وأخفض الأخرى. أتعثر تطول مسافاتي وتتوه دروبي أنتظر بصيص نورٍ عسى أن يلوح ليرشدني داخل متاهات غيابك ...

طعنة زمن

نهار كأيب وصبح ينذر بالشرور لا السماء هي السماء ولا الأرض هي الأرض أعاصير هوجاء زلازل مدمرة حمم من لب الأرض وشهب من سقف السماء خطفوك من بين يدي وحملوك على أيديهم لمصير مجهول إختاره الله لك وأنا أرى وأرقب لا لساني نطق ولا قدماي حملتاني أشرت إليهم كمن يقول (بالهون بالهون) أنزلوه ولكن بلطف لا بأس أهيلوا عليه التراب ولكن بهدوء ... بهدوء فلو كان الموت يُخيِّر لإستبدلتك بإحدى بنتي ياذا الوجه النير والخلق الرفيع يا أطيب الطيبون ياواسع الصدر يا حنون ياعطوف يا من لا يعرف كلمة ( لا ) رحماك يا ربي فماذا بقي في جعبتك يازمن فما بعده هين ورب الكعبة مارست قسوتك...

حقيقتك.

هواك سيدتي أذبل مني العروق. وامتص ما كان وما يكون. فتلاشت معه قدسية الأجساد. وجاذبية المكان. وغدت أوهام تحشرها أوهام. فالواقع تغير وتبدل. وارتقى وتطور. فالحب والعشق والهيام والوداد والاشتياق والحنين والصبابة واللهفة والجنون. كلها معاني أرضية لا وجود لها في حقيقةِ سمائك. فاندماج الأرواح لا يتكامل وهذه المصطلحات المتواضعة. فالإثنين واحد. والواحدُ لا يشتاق لذاته. ذهبتِ آخذةً بيدي لنغرد خارج سربٍ يقلد الآخرين . وطرتِ بي في أعماق الحقيقة. لتريني حقيقة واقعك الذي يعتقد الكثيرون أنه مجرد وهم وخيال... يطلقون عليه حلماً . وأنا رأيته رأي العين. فسأناديك بكل حروف النداء. يامن...

مرحلة الاستقراد.

مرحلة الإستقراد هي ذروة التحضر البشري والتي تمنحك القدرة على الخروج من دائرة بشريتك وتحررك من سلاسل وقيود التبعية الاجتماعية والعادات والدين ومحدودية الفكر إلى فضاء اللاتبعية واللاعادات واللادين . والنتيجة هي الاندماج بالسعادة والأنس والحرية المطلقة تماماً والتي سوف تنسى أنت معها مفهوم السعادة أصلاً لأنها ستصبح شيئاً من ذاتك بعملية تداخل عجيبة لا يفهما إلا من تعايش معها. ولأن المجتمعات البشرية بطبيعتها وفطرتها التي تلزمك على التعامل مع الاخر يستحيل معها ممارسة الحرية المطلقة ، فإطلاق الحرية لا يتأتأ إلا بأمرين فإما أن تعيش وحيدا على كوكبٍ وتمارس حريتك بطلاقة - مع تجاهل القوانين...

حتى تخرج سالماً.

إن أردت بأمة نهضة وعلو مقام ورقي تفكير وقوة اقتصادية ولحمة أخوية فانظر لمؤسساتك التعليمية وضعها تحت المجهر وكامل بين أركانها . فالتعليم هو التحدي الأكبر في كل المجتمعات البشرية . فاليابان مثلاً بعد هزيمته في الحرب قبل بكل شروط دول التحالف ماعدا شروطهم التي مست جوانب التعليم واللغة والثقافة. فالتعليم الناجح يجب أن يصب في مصلحة المنظومة الثقافية والدينية التي ينتمي لها المجتمع والتخلص من التقليد والتبعية. ومن الركائز الأساسية لتخريج شباب متعلم وناضج وقادر على مصارعة الحياة هو التخلص من الازدواجية والمتناقضات بين البيت والإعلام والتعليم. فالجميع يجب أن يسيروا في خطوط متوازية تصب في النهاية...

امرأة زماني

هدوء قريتي...ضجيج نسمات هوائها....مزعجة سكون أهلها....ضجر أزقتها المنارة....موحشة هذه بلادي من دونك لا أنيس ولا خليل ملأتُ حياتي بكِ ثم خلعتُ ملابسي وارتديتُ حُلتك فأصبحتُ لا أرى إلا من داخل جلبابك بعد أن تسرولت به. طقوسُ يومي اختزلتُها في طقسك فارتحتُ وسعدت. أيامٌ نشرَت جمالَها عليك ووروداً فاحت رائحتُها منك وأراضيٍ أُمطرت بقطرات جبينك وسمواتٌ ابتعدت خجلاً وليلٌ اكتسى حلته من سواد جدائلك ونجومٌ انطلقت من ثغرك وبدرٌ انتفخَ غَيرَة. يا قائمة في صدري متخلجة في نفسي تدورين في فلكِ فكري متصلة بخاطري ممتدة أمامي إلى غير نهاية يا...

عنصرية وراثية

أكره ما أكره عندما ينظرون للإنسانية بعنصرية مقيتة ويتطاولون على شعوب لا يعرفون قدرها إفتخر بما تريدُ أن تفتخر به وياليتها تستحق الافتخار ولكن لا تسيء لأحد وكأنك الوحيد الذي حاز درجة الكمال البشري. لا ألقي باللوم عليك فأنت معتوه غبي فأخوالك من مزارع نيوزلندا الخضراء ولكن من علمك هذا ومن زرعه ضمن معتقداتك المقدسة . هل هو أبوك الفاسد صاحب النسب العالي أم المفخرة الكذابة التي تتلقاها من قنواتك الشعبية التي أعمت  بصرك وصمت أذانك بشعراء صعاليك شحاذون جعلوك في مصاف الأنبياء وأنت لا تساوي ذيل جربوع. وياليتك خرجت ورأيت لكان تملكك الخجل بما تفوهت به. فبعد أن أجزلت لي في...

لقاء في يوم ميلاد

نبحر بمراكبنا بعيداً عن شواطئ الحب الهيام فتثور أمواجك لترجعنا بعنادها ويصدر الأمر منك بكلمة ( أُحضر ) فيجيب قلبي ( أمرك مولاتي) من دون استشارات ومن دون تردد فعندما يأتي الأمر من القائد فلا يملك الجندي إلا الطاعة قافزاً من فوق الحواجز ومتخطياً كل العقبات لا خوفاً من العقاب بل حباً في خدمة قلبٍ احتواه وطمعاً في رضاه ففجر العناق قد بزغ ووقت اللقاء قد حان وبرهن الزمان أنه مازال يحمل الأجمل  ...

وداعاً حبيبي

آه منك ... وآه عليك أحببتك .. بل عشقتك .. بل أدمنتك.. وها أنا أبكيك ألان .. لم يدر بخلدي أن لك كل هذه المكانة بقلبي.. كنت أراه إعجاباً .. ولكن رأيته الآن حباً خالصاً .. بل لقد ختمت على روحي بختم من روحك.. فأبت النفس إلا مجاراتك.. أؤمن بالقضاء والقدر .. ولكن للصبر حد لا يمكن تجاوزه.. أنام على سماع صوتك.. فأستيقظ لأعمل بنصائحك.. قرأت سيرتك مرات ومرات.. راقبت تحركاتك .. تتبعت خطواتك ... حفظت صورك.. عشقتك قبل أن ألقاك.. ووعيت قصصك عن حكماء الصين .. عرفتك من خلال (نجاح بلا حدود) (والمفاتيح العشرة) .. وغيرها الكثير.. وضعت توقيت جوالي...